الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
07- ذو القعدة - 1442 هــ
17 - 06 - 2021 مــ
07:27 صباحًا
( حسب التوقيت الرسمي لأمّ القُرى )
__________
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمّدٍ رسول الله وجميع المؤمنين بربِّ العالمين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدّين..
ويا أحبّتي الأنصار السّابقين الأخيار: لا يجوز لكم أن توبِّخوا أخاكم ( أحمد الوصابي ) بعد أن تاب الى ربّه ليغفر ذنبه وجاء إلى إمامه مُستَغفِرًا مُعتَذرًا حتى ولو شيطنّاه بسبب الغضب الشديد، فما يدريكم بعُمق توبَته وإنابته إلى ربّه من بعدِ ( قارعة المصيبة النفسية )؟! فالله أعلمُ بما في نَفسه ويعلم مدى مصداقيّته مع ربّه، فتذكّروا قول الله: { فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿٦٢﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴿٦٣﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ } صدق الله العظيم [ سورة النساء ].
وعليه نقول: يا حبيب قلبي ( أحمد قائد الوصابي ) قَبِلنا اعتذارك وغفر الله لك وغفر لإمامك معك ولكافّة الأنصار السابقين الأخيار، فنحن نحكُم بالظّاهر والله يعلم بما تخفيه السّرائر، ويا أحبّتي الأنصار: فلَن أعِظ حبيبي في الله ( أحمد الوصابي ) وحدَه ولن أقول له قولًا بليغًا وحده في نفسه؛ بل أقولُ لكافّة الأنصار السابقين الأخيار: لا تأمنوا مكر الله، فمن وثَق في نفسه من بعد ما تبيّن له الحقّ من ربّه أنّه لا ولن يشُكّ أو يصُدّ عن الحقّ من ربّه؛ هيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات إذا وثقتم من أنفسكم أنّكم لن تزيغوا عن الحقّ بعد ما عرفتم الحقّ من ربِّكم فحتمًا سوف يُزيغ الله قلوبكم حتى تُصَدِّقوا أنّ الله حقًّا يحول بين المرء وقلبه، ذلكم فتوى الله إلى المؤمنين وموعظةً للمتّقين في مُحكَم كتابه في قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الأنفال ].
وإنّي الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ فبرغم معرفتي بحقيقة نعيم رضوان نفس ربّي أنّه حقًّا النّعيم الأعظم من نعيم جنّته فاتّخذت نعيم رضوان نفس ربّي غايتي ومنتهى أمَلي في حياتي في الدّنيا والآخرة فلن أرضى حتى يرضى، ولكنّي أقسم بالله العظيم أنّي أُشهد الله وكافّة عبيده أجمعين لو يكِلني الله إلى نفسي أنّي حتمًا سوف أُلحِدْ بالله ربّ العالمين بالمّرة والعياذ بالله من غضب الله!! ولكنّني مُصَدِّق ربّي أنّه حقًّا يحول بيني وبين قلبي ومعتصمٌ بالله الذي يحول بين العبد وقلبه، فدائمًا أتضرّع إلى الله أن لا يُزيغ قلبي بعد إذ هداني فإن يهدني الله فلا مُضِلّ لي أحدٌ من عباده، وإن يضلّني فلن أجد لي من بعده وليًّا مرشدًا لقلبي من بعد ربّي الذي يحول بين المرء وقلبه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا.
فتيقّظوا أحبّتي في الله؛ فلا تثقوا في أنفسكم فمِن ثمّ يزيغ الله قلوبكم بعد إذ هداكم فيلقّنكم درسًا عظيمًا أليمًا في عِلم الهُدى حتى تُصَدّقوا الله أنّه حقًّا يحولُ بين المرء وقلبه وأنّه حقًّا يتولّى تصريف قلوبكم كيف يشاءُ من غير ظلمٍ، ومن أزاغ الله قلبه فليعلم أنّ ذلك بسببٍ من عند نفسه وهي الثقة في نفسه أنّه لن يزيغ عن الحقّ بعد إذ هداهُ الله إليه وأبصره، فتذكّروا موعظة الله لعبده محمّد رسول الله بالقرآن العظيم في قول الله تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا ﴿٨٤﴾ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [ سورة الإسراء ].
ويا أحبّتي في الله لا يجوز لكم أن توبِّخوا أخاكم ( أحمد الوصابي ) من بعد الاعتذار والاستغفار لله الواحد القهّار، فإن كانت غايتكم تحقيقُ رضوان نفس الله فلتفرَحوا بعودةِ أخيكم إليكم بعد إذ كاد الله يزيغ قلوب فريقٍ منكم، وغفر الله لحبيب قلبي ( أحمد قايد حسن محمد الوصابي ) وغفر لإمامه معه ولجميع الأنصار السابقين الأخيار.
وأقول لكم يا أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار: إن كان حقًّا هدفكم نعيم رضوان نفس الله فقد تحقّق جزءٌ من هدفكم فأعاد إليكم حبيب قلوبكم ( أحمد الوصابي ) فرحّبوا به أيّما ترحيب ليس مجاملةً ظاهريّة؛ بل من خالصِ قلوبكم إن كنتم حقًّا تفرحون بما يُفرِح الله، فلكلّ دعوى برهان، فتسامحوا فيما بينكم أجمعون فيؤلِّف الله بين قلوبكم فتُصبحوا بنعمةِ الله إخوانًا، واعلموا أنّه ليس كريمُ القوم من يحمِل الحقد من بعد العفو والتسامح، واعلموا أنّ الله يُحبّ التوّابين ويُحبّ المُتطهّرين، وأحبّكم في اللهِ أجمعين.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ.
____________