الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 06 - 1432 هـ
07 - 05 - 2011 مـ
05:11 صباحاً
ـــــــــــــــــ
الردّ على الأخ (طالب الحق) بفتوى الله عن نبيّه يونس عليه السلام ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المسلمين، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الباحثين عن الحق..
ويا طالب الحقّ، إن كنت تريد الحقّ فأقول لك كما قال نبيّ الله موسى وجميع المرسلين من ربهم صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، ويا رجل ليس ناصر محمد من أفتى بغضب نبيّ الله يونس من ربّه؛ بل الله من أفتى بذلك في قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فانظر لفتوى الله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} بمعنى أنّه ظنّ أنّ الله لن يجازيه عن التولّي عن استمرار الدعوة لكونه يرى أنّ الله لن يعذب قومه برغم كفرهم فقال: "وأنا لن يفعل الله بي شيئاً". وليس ذلك من باب التحدي منه وإنما بالمقارنة بينه وبين قومه الذين لم يعذبهم الله فهو لا يعلم إنما صرف الله عنهم العذاب بسبب دعاء العبد الصالح الذي علَّم قوم يونس أن لا يستيئِسوا من رحمة الله فجأروا إلى الله معه بالدعاء فاستجاب لهم إنه هو السميع العليم.
ويا رجل، أفلا تتفكر في الحكم الذي كان قد حكم الله به على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام في الكتاب في علم الغيب! أفلا ترى أنه كان حكماً عظيماً كون الله حكم على نبيّه يونس بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ وترك الدعوة والتولّي عن المهمة المكلف بها من ربّه فمن ثمّ حكم الله عليه في علم الغيب بالسجن المؤبد، ليس طيلة حياته بل طيلة الحياة الدنيا، وكذلك يطيل الله عمره بعمر الحياة الدنيا فتستمر حياته وحياة السجن الذي سجنه الله فيه (الحوت) بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ والتولّي عن الاستمرار في مهمة النبوّة بسبب أنّ الله لم يعذب قومه، وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ولكن بالدعاء تستطيعون أن تغيِّروا حكم القدر المقدور في الكتاب المسطور، كما غيَّر الحكم على يونس عليه الصلاة والسلام بسبب دعائه وتضرعه إلى ربّه مُسبِّحاً ومنيباً إليه ولولا أنّ الله غيّر الحكم عليه بسبب تضرعه إلى ربّه لكان قضى حكم السجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
ولكني أراك حبيبي في الله تُبرِّئ نبيّ الله يونس وتصف الله بالظالم! ولربّما يودّ أن يقاطعني (طالب الحق) ويقول: "اتقِ الله يا ناصر محمد اليماني فلم أصف الله سبحانه بالظلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]".
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فالسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق هو: فهل ظلم الله نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام؟ وبما أنك أتيت لنا بالجواب الحقّ من محكم الكتاب بقول الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}صدق الله العظيم، فمن ثمّ أقيم عليك الحجّة بالحقّ وأقول: إذاً فلماذا حكم الله على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث وهو في بطن الحوت؟ كون الله سوف يعمَّره ويعمِّر الحوت إلى يوم البعث حتى يقضي الله حكمه بالحقّ على نبيّ الله يونس بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم، ولكن الدعاء يغيّر الحكم في الكتاب فيبرئ الله ما يريد ويثبت. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
وقال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الحديد].
ونعم {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} كون الله على كلّ شيء قدير، وبما أنّ الله أمركم بالدعاء فوعدكم بالإجابة دونما قيد أو شرط غير شرط الإخلاص في الدعاء لله وحده وجبت الإجابة من الربّ حتى ولو كان دعاء كافرٍ أو مشركٍ أجابه الله إذا جاء في لحظة دعائه وقلبه خالٍ من الشرك ونسي ما كان يشرك به الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولكن للأسف فحين تأتي الإجابة بسبب دعائهم الخالص لربهم ومن ثم يوسوس لهم الشيطان أنَّ نجاتهم ليست بسبب دعاء الله؛ بل أسباب طبيعيّة كما أنها هدأت الرياح بالصدفة حسب ظنّهم فهدأت الأمواج! فيردونها لأسبابٍ طبيعيّة وليس إجابة دعائهم من ربّهم لهم! ومن ثم يعودون إلى بغيهم، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وكذلك كفار اليوم يذيقهم الله بالعذاب الأدنى ومن ثم يكشف الله عنهم ما أصابهم ومن ثم يُرجعون ذلك إلى أسبابٍ طبيعيّةٍ ذلك لأنهم قوم لا يعقلون.
ويا أحبتي في الله استغفروا الله ولا تستيئسوا من روح الله ولن يعذبكم أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
وأما برهان المؤمن الزائد على قوم يونس وليس من قومه بل هو رجلٌ مغتربٌ يسكن لديهم، فأولاً نجد تعداد قوم يونس في الكتاب هم مائة ألف بالضبط تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ} صدق الله العظيم [الصافات:147].
ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {أَوْ يَزِيدُونَ} صدق الله العظيم [الصافات:147]، فلا يوجد في الكتاب قول لله سبحانه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً حتى يقصد بقوله {أَوْ يَزِيدُونَ} فلا يقصد أنّ قوم يونس قد يكونوا مائة ألف أو يزيدون على ذلك كلا وربي الله؛ بل يقصد رجل زائد في القوم وليس من قوم يونس الأصليين بل ذلك الزائد رجلٌ غريبٌ، ولكن كذلك رسالة الله ليونس تشمله ما دام في قومه ويسكن لديهم؛ بل ذلك الرجل الزائد على مائة ألف هو من كان السبب في نجاة قوم نبيّ الله يونس من العذاب صلّى الله عليه وعليهم جميعاً، وأُصلّي وأُسلِّم على جميع المسلمين وأنبياء الله وآلهم إلى يوم الدين.
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
________________
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=3349
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أقول وبالله التوفيق أنه قد صُدمت مما قرأت في إحدى بياناتك (المصدر: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?222) حيث كنت تبين ما حدث بين نبي الله يونس عليه السلام وبين ربه فأوردت التالي:
(... وأما نبي الله يونس فذهب عنهم بعيدا كما امره الله سبحانه ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام لينظرما حل بقومه وجاء بعد غروب شمس اليوم الثالث وأقترب من قرى قومه ليلاً فإذاهم مُسرجين دورهم ولم يحدث لهم شئ كما ضن يونس فهو لا يعلم أن العذاب قد اتى وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه المُكذبون بدعوته ولم يجرئ أن يظهر على أحدا منهم فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه وقال الله تعالى)
((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم
وذلك يونس ورمز الله له بإسمه من أحد حروف إسمه الأول النون ويقصد الله بقوله (وَذَا النُّونِ ) أي يونس ولاكنه لم ينطق بالحرف بل رمز له بلفظه (نون ) واما قوله (وَذَا النُّونِ ) أي ذي الحرف نون في إسمه (يونس ) وذلك لكي يكون سلطان لصاحب علم الكتاب في بيان الاحرف بأوائل السور لكي تعلمون انها رموز لأسماء خلفاء الله في الكتاب ولا نخرج عن الموضوع قال الله تعالى)
(( ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم
ويقصد يونس الذي ذهب مُغاضباً من ربه لماذا لم يصب على قومه عذابه فكيف يواجههم وقد اخبرهم ان العذاب سوف يصيبهم بعدثلاثة ايام ولذلك ذهب مُغاضب من ربه حتى إذا وصل ساحل البحر فركب في الفلك المشحون بالركاب حتى إذا وصلوا وسط البحر علموا أنهم سوف يغرقوا فلا بد من تخفيف حمولة الرُكاب وبدل أن يغرقوا جميعاً قرروا ان يسهموا ومن طار إسمه فسوف يقذفوه في البحر لكي تخف حمولة المركب فاختار الله سهم نبيه يونس ليذوق جزاءه وقال الله تعالى)
(((( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ *فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ*فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ))صدق الله العظيم ...)
والذي صدمني هو التالي (وسأتدرج فيه بإذن الله مما هو أقل خطورة إلى أن أصل إلى ما هو فائق الخطورة):
1. تقول بأن يونس عليه السلام (... ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام ...) فما دليلك على أنها كانت (ثلاثة أيام)؟
2. تقول (... وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ...) فما دليلك على (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن) وانه (أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام)؟
3. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه ...)!!! وهل يعقل أن نبيا من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه (يغضب من ربه)؟ وأعذرني في قولي بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول فيه سوء أدب مع أنبياء الله، وهذا القول يضاهؤ قول اليهود والنصارى في أنبياء الله مما أمتلأت به كتبهم المحرفة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.
4. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه ...)!!! أنا أكاد لا أصدق ما أقرأ !!! نبي من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه "يظن أن لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه" !!! ما هذا القول يا أخ ناصر!
ولعلك تقول لي مثلنا في ذلك مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما سأل الله أن يريه كيف يحيي الموتى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} - سورة البقرة) فأقول أن ذلك مختلف تماما من وجهين:
(الوجه الأول) إن إبراهيم عليه السلام مؤمن بقدرة الله على الإحياء بدليل أنه إستخدم مسألة قدرة الله على الإحياء كأول حجة أمام الذي حاجه في ربه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ ءاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258} - سورة البقرة)
(الوجه الثاني) إن إبراهيم عليه السلام أحب فقط رؤية "كيفية" إحياء الموتى بدليل أنه لما سأله الله سبحانه وتعالى (أولم تؤمن) أجاب إبراهيم عليه السلام (بلى) وهو صادق في مقولته أمام الله الذي يعلم السر وأخفى.
فأعود وأكرر بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول في منتهى الخطورة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.
فأعود وأقول هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام ممن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"؟
حسبنا الله ونعم الوكيل. أسأل الله الحي القيوم بصدق الهداية لي ولك وللمسلمين أجمعين.
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {8} - سورة آل عمران)
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.