الموضوع: فريقٌ من المقربين لا يدخلون الجنة من بعد موتهم وليست لهم حياةً برزخيّةً ولا يشعرون بها ..

النتائج 21 إلى 30 من 48
  1. rose وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ

    [LIST=1]
    [*=center] وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [*]
    الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ
    [*]
    وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
    [*]
    وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
    [*]
    وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
    [*]
    أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
    [*]
    وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
    [*]
    الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
    من الآية ٤٤ حتى الآية ٥١ أرجو تفسيرهن
    [/LIST]
    عبد من عباد الله الفائزين فوزاً عظيماً بإذنه تبارك تعالى عبد النعيم الأعظم
    اللهم بلغنا رحمتك و أسعدنا بعظيم نعيم رضوانك الأكبر و بارك لنا بحبك يا أرحم الراحمين
    و ألهمني حمدك و شكرك كما ينبغي لنفسك و ذاتك و اهدني لأقرب من هذا رشدا و اجعلني أَحَبَّ من خلقت بحبك الأعظم


  2. افتراضي



    وصلاة الله وسلامه على الأنبياء والمرسلين وعلى مسك ختامهم محمد رسول الله الذي أرسله إلى كافّة الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.وعلى خاتم الخلفاء البدر المنير خليفة رب العالمين وإمام المرسلين رحمة الله التي كتبها على نفسه ووسعت كل شيءإلا من أبى وأعرض عن الحق وعلى آلهم الطيبين ومن اتبعهم وسار على نهجهم إلى اليوم الآخر..
    اقتباس من البيان المبارك بعنوان فَريقٌ مِن المُقَرَّبِين لا يَدْخُلونَ الجَنَّةَ مِن بعْدِ موْتِهم وليْس لهم حَياةٌ بَرْزَخِيَّةٌ ولا يَشعُرون بِها..
    اقتباس المشاركة :
    أنّ القومَ الذين ماتُوا مِن قبلِ بعْثِ الرسولِ إلى أمّتهم ليس لهم حياةٌ برزخيّةٌ ولا يَشعُرون بها شيئاً مِن لحظةِ موْتِهم إلى يوْمِ بَعْثِهم، وأولئك هم أصحابُ الأعرافِ بيْن الجنَّةِ والنارِ. وكذلك موْتُ أصحابِ اليَمينِ الذين يَدخلون الجنةَ بحسابٍ ويُرزَقون فيها بغيْرِ حسابٍ، وكذلك موْتُ فريقٍ مِن عَبيدِ اللهِ المُقرَّبين وهُم قليلٌ مِن الآخِرِين قومٌ يُحِبُّهم اللهُ ويُحبُّونَهُ فهُم كذلك ليْس لهم حياةٌ برزخيّةٌ في الكتابِ إلى يوْمِ بَعْثِهم؛ يوم يَتِمُّ حَشْرُهُم إلى الرحمنِ وَفْداً كوْنَهم اتَّخذُوا عِندَ الرحمنِ عهداً أنْ لنْ يَرْضُوا حتى يَرضَى وهُم على ذلك مِن الشاهدِين.
    انتهى الاقتباس
    الحمدلله على بعث الإمام المهدي الذي أخبرنا عن الإسم الأعظم لله النعيم الأعظم الذي له الحب الأعظم في قلوبنا ودعانا لمنافسته على الغاية العظمى تحقيق رضوان الله في نفسه فاجعلنا يارب من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه ومن الذين اتخذوا عندك عهداً أن لايرضوا إلا برضوانك في نفسك ليتحقق النعيم الأعظم (ورضوان من الله أكبر)
    والحمد لله أننا على العهد ولانزداد إلا إصرارا وتمسكاً بتحقيق الغايه((هيهات..هيهات أن نرضى حتى يرضى ربنا حبيب قلوبنا))



  3. افتراضي

    اللهم اجعلني من قوم تحبهم ويحبونك فلا يرضوا حتى ترضى

    يا رب لن أرضى حتى ترضى ، لا أرضى بلنعيم المادي ما لم تمتعني برضوان نفسك يا حبيبي يا الله.
    (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
    ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير

    اللهم أتني في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقني عذاب النار
    اللهم اني أعوذ بك من عذاب البرزخ ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال.


    رضاك ربي غايتي


    أخوكم المجهول

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    **الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)**صدق الله العظيم

    مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ


  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عبد من عباد الله الفائزين
    [LIST=1]
    [*=center] وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [*]
    الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ
    [*]
    وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
    [*]
    وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
    [*]
    وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
    [*]
    أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
    [*]
    وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
    [*]
    الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
    من الآية ٤٤ حتى الآية ٥١ أرجو تفسيرهن
    [/LIST]
    انتهى الاقتباس من عبد من عباد الله الفائزين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 93242 من موضوع ردود الإمام على نسيم: نفي عذاب القبر..


    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 04 - 1431 هـ
    30 - 03 - 2010 مـ
    01:42 صـــباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا }
    صدق الله العظيم ..

    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى شمس الدين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اني انبهرت بالكم من المعلومات التي لامكن لأحد أن يعرفها الا ان يكون هو المهدي المنتظر لذلك اطلب منك ان توضح لي لو سمحت " بأن لا يوجد عذاب قبر بل الروح هي التي تتعذب ---- لذلك ان اطلب منك ان توضح هذه الايه ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ)
    هل هناك عذابان عذاب بعد الموت مباشره وعذاب في يوم الحساب؟
    وما تفسيرك بقولهم" قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا" أي إنهم كانوا رقود ولم يحسوا في الحساب؟
    ثانيا:
    في قوله تعال (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)
    السؤل هو بأن هارون لا يزال موجد ولاكنه قد أصبح شيخاً كبيرا لا يستطيع
    حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنه قد أصبح من بعد قوت ضُعف وشيبة قد وهن العظم منهُ ولاكنهُ قال إن أصفى عليكم طالوت)
    والسؤال هو: كيف يكون هارون على قيد الحياة " وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ" كيف يكون في لتابت وهو حي يرزق؟
    هناك اسئله كثيره تدور في خلدي ولم اجد لها تفسيرا ولكن ابدا معك بما انت فسرته لنا.
    علما بأني مبهره بفكرك ومؤمنه بك ولكن ليزيد حبي وإيماني بالله الواحد القهار.
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وسؤالكم الأول هو عن بيان قول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ‎﴿٥١﴾‏ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ‎﴿٥٢﴾‏ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٥٣﴾‏ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أيها السائل، كنّ ذا لبٍ وفكّر وتدبّر قول الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم، فذلك قول قومٍ لا يعلمون من بعثهم لأنهم لا يعلمون أنه يوجد لهم بعثٌ من بعد موتهم وأولئك أقوامٌ ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى أقوامهم فأولئك الكافرون لم يعذبهم الله من بعد موتهم فهم كالنائمين لا يعلمون بشيء من لحظة موتهم فلم يعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً الكفار الذين ماتوا من قبل مبعث الرسل لا يعلمون بالبعث الذي وعد به الرحمن في محكم كُتبه ولا يعلمون بشيءٍ ولذلك أخذتهم الدهشة الكُبرى في يوم البعث من بعثهم من مرقدهم ولماذا بعثهم لأنهم لا يحيطون بأي علمٍ عن البعث والحساب، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ ومن ثم أفتاهم الكفار الذي كذبوا برسل ربهم وقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم، فذلك هو قول الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فأولئك هم الكفار الذين أفتوا أصحابهم من الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؛ بمعنى أنهم لا يعلمون بوعد الرحمن أنه يبعث عباده من بعد موتهم، ولكن الذين حضروا بعث الرسل إلى أقوامهم وكذبوا برسل ربهم الذين نبأوهم بالبعث ولذلك أفتوا الكفار السائلين، وقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم.

    والسائلون الكفار هم ذاتهم أصحاب الأعراف بين الجنة والنار فلا هم في الجنة ولا هم في النار. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ‎﴿٤٦﴾‏ ۞ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ‎﴿٤٧﴾‏ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ‎﴿٤٨﴾‏ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ‎﴿٤٩﴾‏} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فهؤلاء ليسوا من المصدقين وليسوا من المُكذبين لأنهم ماتوا قبل مبعث الرسل فانظر لقولهم إلى أصحاب النار:
    {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ}؟ ويقصدون بقولهم: يا أهل النار أهؤلاء -ويقصدون أصحاب الجنة- الذين أقسمتم لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثم جاءت الإجابة لدعوتهم لربهم وقال ربهم العظيم الرحيم: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم. وذلك لأنهم دعوا الله ربهم وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، ولذلك أجاب الله دعوتهم وقال: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم. فكيف يعذبهم الله ويخالف حكمه الحقّ في قوله الحقّ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً الذين ماتوا من قبل بعث الرسل إلى قومهم قد أصبحت لهم الحجّة على ربّهم ولذلك لن يعذبهم. وقال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} صدق الله العظيم [النساء:165].

    فأولئك الذين ماتوا قبل أن يعلموا بحقيقة البعث فهم لا يعلمون من بعثهم لأنهم لم يحدّثهم أحد بذلك في حياتهم الدنيا ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس:52]، ومن ثمّ ردّ عليهم الكفار الذين يعلمون بحقيقة البعث التي حذرتهم منها رسل ربهم، ولذلك قال الكفار الذين يعلمون من بعثهم لأصحابهم من الكفار الذين لا يعلمون بذلك: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    وقال الله تعالى:
    {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وأما بالنسبة لسؤالك عن التابوت فقد أجبنا عليه قبل عدة سنين وقلنا: فإذا كان في التابوت بقيّةٌ مما ترك آل موسى وآل هارون وبما أن الذي يفتيهم بذلك نبيّ الله هارون، فهل تريدون أن يقول: ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ من ربّكم وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وأنا )؟ أم تريدونه أن يقول: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ من ربّكم وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى ونحن)؟

    بل لا بدّ له أن يقول:
    {فِيهِ سَكِينَةٌ من ربّكم وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:248].

    فما لكم كيف تحكمون إخواني وكيف تتفكرون؟ فما خطبكم فحتى لو وجد السائل الحقّ في مليون مسألةٍ ومن ثم تأتي مسألةٌ لم يفهمها بالحقّ ويظنّ الإمام المهديّ نطق فيها بغير الحقّ فينقلب على عقبيه! أولئك كالأنعام. ولكنك أيها السائل من المُكرمين بإذن الله كونك أردت أن تتبين الحقّ ولم تتولى على عقبيك وثبتك الله عن الصراط المستقيم فهل فهمت الخبر؟ فقد وضحنا في بيانٍ سابقٍ قبل أكثر من ثلاث سنوات وفصّلنا تفصيلاً في حوارنا مع الأخ الكريم حلمي 33 فلا أزال أذكر أنّ اسمه هكذا وهو من القرآنيين وحاورني وسألني بذات سؤالك فأجبنا عليه إجابةً مفصّلةً، غفر الله لكم وللإمام المهديّ معكم ولجميع المُسلمين.

    يا أخي الكريم، ألا تزال من أصحاب عقيدة العذاب في القبر؟ ألم نفصل لكم الحقّ في ذلك تفصيلاً من محكم الكتاب أم إنكم لا تصدقون بالإسراء والمعراج وأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقاً مرّ بأصحاب النار يتعذبون في نار جهنم وكذلك أراه الله جنة المأوى بل ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].

    فقد أراه الله ذلك ليلة الإسراء والمعراج ومرّ بأهل النيران التي أُعدت للكافرين وزار أهل الجنان التي أعدت للمتقين، أفلا تتفكرون إخواني المؤمنون؟ وسبق التفصيل من قبل في بيانٍ قديمٍ فصلنا فيه العذاب من بعد الموت في نار جهنم في ذات جهنم، ولم أنكر العذاب من بعد الموت لمن يشاء الله من الكافرين الذين أقام عليهم الحجّة وإنّما ننكر أن يكون في حفرة السوءة فهل تريدون أن تشكِّكوا الناس في دينكم؟ فالكذب حباله قصيرة فسرعان ما يكشفوا حقيقة هذه العقيدة على الواقع فلن يجدوا ضلوعاً تحطمت ولا قبراً احترق. ونحذّر الذين يصوِّرون للناس صور أشخاص احترقوا نتيجة حوادث ومن ثم يجعل منها أسطورةً أنها لشخصٍ تعذّب في قبره. فما ظنّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة أفلا يتقون؟ وإنما أراد المنافقون أن يشككوا الناس في دينكم إلى يوم الدين، ألا والله لولا فرية عذاب القبر لدخل العالمين في دين الإسلام ولكنهم لم يجدوا ما تعتقدون في عذاب القبور ومن ثم يصرفوا التفكير عن دينكم ويقولوا: "إنهم مُخرفون فلم نجد ما يعتقدون شيئاً برغم أنها قبورٌ لكفارٍ، نعلم أنهم كفار في حياتهم ولم تحترق قبورهم ولم تتحطم أضلاعهم".

    ولكني الإمام المهديّ الذي لا يقول على الله ما لا يعلم وأفتينا في العذاب من بعد الموت أنه في جهنم (في ذات جهنم) للكفار الذين أقام الله عليهم الحجّة، وأما الكفار الذين لم تقُم عليهم الحجّة فمثلهم كمثل الراقدين لا يشعرون بشيء فمن لحظة موتهم لا يشعرون لا بجحيمٍ ولا بنعيمٍ ولا يعلمون بالبعث يوم الدين ولذلك أدهشهم حدث البعث وسألوا من الذي بعثنا ولماذا؟ فأخبرهم الذين حذرهم رسل الله من قبلُ بذلك.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحًا
    (بِحَسبِ التّقويم الرّسْميّ لأُمّ القُرَى)
    ـــــــــــــــــــــ



    البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..


    بِسْمِ الله الرّحمَنِ الرَّحِيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ۗ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيٰمَةِ ۖ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ ۗ وَمَا الحَيوٰةُ الدُّنيا إِلّا مَتٰعُ الغُرورِ ‎﴿١٨٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: آل عمران].

    فهذه الآية تَتكلّمُ عن يَومِ القِيامَة والحِسَابِ للذين سَيَدخُلونَ الجنّة مِن بَعدِ الحِسَاب فيُرزَقُونَ فيها بِغَير حِسَاب، وأمّا في سَاحَة المَحشَر فيَكونونَ جميعًا في أرضِ المَحشَر أهل النّار وأهل الجنّة، ويَتِمُّ إحضَارُ النّار والجنّة في السَّاحَة الكَوْنِيّة. تَصدِيقًا لقَول الله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرىٰ ‎﴿٣٤﴾‏ يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسٰنُ ما سَعىٰ ‎﴿٣٥﴾‏ وَبُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَرىٰ ‎﴿٣٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النازعات].

    فيَتِمّ إحضَارُ الجَحِيم إلى أرضِ المَحشَر؛ والنّار لها سَبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ. وكذلك يَتِمّ إحضَارُ الجنّة إلى نفسِ أرضِ المَحشَر الكُبرَى؛ وهو الكَونُ كُلّه يَدُكُّه دَكًّا بِكَافّة كَواكِبِه ونُجُومِه، ولم يَخْلقهُ الله لَعِبًا ولا عَبَثًا! فيَجعَله أرضًا واحِدَةً مُستَوِيَةً لا تَرَى فيها عِوَجًا ولا أمتًا، ويَتمُّ إحضارُ النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بمَوقِعٍ غير بَعيدٍ مِن النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ ۖ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ ‎﴿١٦﴾‏ إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعيدٌ ‎﴿١٧﴾‏ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ ‎﴿١٨﴾‏ وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ۖ ذٰلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ ‎﴿١٩﴾‏ وَنُفِخَ فِى الصّورِ ۚ ذٰلِكَ يَومُ الوَعيدِ ‎﴿٢٠﴾‏ وَجاءَت كُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ ‎﴿٢١﴾‏ لَقَد كُنتَ فى غَفلَةٍ مِن هٰذا فَكَشَفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَقالَ قَرينُهُ هٰذا ما لَدَىَّ عَتيدٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلقِيا فى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنيدٍ ‎﴿٢٤﴾‏ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريبٍ ‎﴿٢٥﴾‏ الَّذى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءاخَرَ فَأَلقِياهُ فِى العَذابِ الشَّديدِ ‎﴿٢٦﴾‏ ۞ قالَ قَرينُهُ رَبَّنا ما أَطغَيتُهُ وَلٰكِن كانَ فى ضَلٰلٍ بَعيدٍ ‎﴿٢٧﴾‏ قالَ لا تَختَصِموا لَدَىَّ وَقَد قَدَّمتُ إِلَيكُم بِالوَعيدِ ‎﴿٢٨﴾‏ ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَىَّ وَما أَنا۠ بِظَلّٰمٍ لِلعَبيدِ ‎﴿٢٩﴾‏ يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏ هٰذا ما توعَدونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفيظٍ ‎﴿٣٢﴾‏ مَن خَشِىَ الرَّحمٰنَ بِالغَيبِ وَجاءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ ‎﴿٣٣﴾‏ ادخُلوها بِسَلٰمٍ ۖ ذٰلِكَ يَومُ الخُلودِ ‎﴿٣٤﴾‏ لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ ‎﴿٣٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: ق].

    وتكون الجنّة في أرضِ المَحشَر غير بعيدَةٍ مِن النّار؛ أي على مَقرُبَةٍ منها، تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏} صدق الله العظيم.

    غيرَ أنّ الجنّة لا تكونُ خلفَ النّار؛ بل على مَقرُبَةٍ مِن بَعضِهما البَعض؛ مُتَقابِلاتٍ، فالنّار تكون إلى جِهَةِ الشّمال والجنّة إلى جِهَة اليمين؛ وجميع المُتّقِين والكافرين يَنظُرونَ إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرضِ المَحشَر، ومِن بعدِ الحِسَابِ والفَصلِ بالحقّ فمِن ثمّ يأتِي التَّفرُّق تَصدِيقًا لقولِ الله تعالى: {وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ ‎﴿١٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الروم].

    والتَّفَرُّقُ مِن بعدِ الحِسَاب؛ فيَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرض المَحشَر فيُسَاق أهل النّار إلى صِراطِ النّار. تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {احشُرُوا الَّذينَ ظَلَموا وَأَزوٰجَهُم وَما كانوا يَعبُدونَ ‎﴿٢٢﴾‏ مِن دونِ اللَّهِ فَاهدوهُم إِلىٰ صِرٰطِ الجَحيمِ ‎﴿٢٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الصّافات].

    ولكن يَتِمُّ تَقسِيمُهم إلى سَبعِ زُمَرٍ بِعدَدِ أبواب جهنّم السّبعة؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ ‎﴿٤٣﴾‏ لَها سَبعَةُ أَبوٰبٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ‎﴿٤٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الحجر].

    ولذلك يَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرضِ المَحشَر وتَقسِيمِهم إلى سَبع زُمَرٍ؛ ثمّ يُساقُونَ نحوَ أبوابِ جهنّم السَّبعة لكلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسُومٌ؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ كَفَروا إِلىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها فُتِحَت أَبوٰبُها} صدق الله العظيم [سورة الزمر: 71].

    وأمّا أهلُ الجنّة فمِن بَعدِ الحِسابِ يَتمُّ تَقسِيمُهم زُمَرًا بِعَدَدِ أبوابِ الجنّة، والتَّزَحزُحُ هو الابتِعادُ عن النّار مِن نفس مَنطِقَةِ المَحشَر فلا يُساقُونَ إلى صراطِ الجَحِيم؛ بل إلى صِراطِ جنّات النّعيم المُقيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها وَفُتِحَت أَبوٰبُها وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلٰمٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خٰلِدينَ ‎﴿٧٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الزمر].

    ويُحاوِلُ أهلُ النّار الهرَبَ منها صَوبَ الجنّة ويتَوَسَّلُونَ بالمُتَّقِينَ مِن أهلِ الجنّة أن يَنظُرُوهم ويَقتَبِسُوا مِن نُورهِم، ولكنّ الملائكة يُرجِعُونَهُم بالقُوّة فيُسَاقُونَ قهرًا إلى نار جهنّم فيَستَغِيثُونَ بالمُتّقِينَ ليَقتَبِسُوا مِن نُورِهِم؛ ذلك لأنّهم لا يَزالونَ مُشركين بربّهم عِبادَهُ المُقَرَّبين، والنّور مِن الله، ومَن لم يَجعَل الله له نورًا فما له مِن نورٍ، ولكن مَن كان في هذه أعمَى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمَى وأضَلُّ سَبِيلًا، ولأنّهم لا يَعرِفُونَ الحقَّ والحقُّ هو ربّهم ولذلك يتَوَسّلونَ إلى عبادِ الله المُتّقِين ويقولون لهم: {انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظٰهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد: 13].

    ثمّ يُضرَبُ بينهم بسُورٍ فاصِلٍ بين الجنّة والنّار، فباطِنُه إلى الجنّة؛ والنّار مِن قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جَعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسُورُ الأعراف بينهما، ومِن ثمّ تُساقُ طائفةٌ أُخرى مِن أرض المَحشَر لم يتمّ حِسابُهم ولم يَسألهم الله عن أيّ شيءٍ ولم يُحاسِبهُم الله عن أيّ شيءٍ لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعَلهُم الله فوقَ سُورِ الأعرافِ يتفرّجُونَ على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن مَن هم تِلكَ الطّائِفَة؟ والجوابُ الحقّ: هم القومُ الذين ماتُوا مِن أهل القُرَى مِن قبل مَبعَثِ رُسُل الله إليهم، فأولئِكَ لهم حُجّةٌ على ربهم تصديقًا لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ۚ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا ‎﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة: النساء].

    كأمثَالِ (عبد الله بن عبد المطلب) أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتُوا مِن القُرَى مِن قبل مَبعَث رُسل الله إليهم، فأولئكَ لا يُعذّبهم الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّىٰ نَبعَثَ رَسولًا ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 15].

    فأولئكَ هم أصحابُ الأعراف فلم يَجعَلهُم الله مِن أهل الجنّة ولم يَجعَلهم الله مِن أهلِ النّار، وشَهِدُوا كيفَ أنّ الله حاسَبَ عبادَهُ وكيفَ فصَلَ بينهم بالحقّ وبين أنبيائِهم، وسألَ الله أنبياءَهُم: هل بلّغتُم؟ فأجابُوا: نعم. وشَهِدَ على بَلاغِهِم الذين صَدّقُوا بشَأنِهم، وصَارَ لديهم مَفهُومُ قِصّة الرُّسل وأقوَامِهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صَدّقُوا برُسُل ربّهم فصَارَ الأمر واضِحًا لديهم كامِلًا مِن البِدايَة إلى النهاية عن أقوامِهم مِن بَعدِهم، ومنهم مَن يَعرفُ رِجالًا مِن أهل النّار كمِثل (أبي لهب والوليد ابن المغيرة)، فمَثلًا أبو النّبي (عبد الله بن عبد المطّلب) يَعرِفُ (أبا لهب) ويَعرفُ (الوليد بن المغيرة) وغيرهم مِن قبل مَوتِه، وكذلكَ جميع أهل الأعراف الذين ماتوا مِن قُبَيلِ مَبعَثِ الرُّسُل يَعرِفُونَ النّاس الذين كانوا بِجيلِهم؛ غير أنّهم ماتوا مِن قبلِ بَعثِ رُسل الله إلى القُرَى، فبعضُهم قبل مَبعَثِ رَسُول ربّه إلى قَريَتِه بشهرٍ أو أكثر مِن ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد عَلِموا أنّ هؤلاء المُترَفُونَ الذين كانوا يَعرفُونَهم قد بعثَ الله رُسُلًا مِن بَعدِهِم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسَلهُم الله إليهم مِن بعد مَوتِهم وبالذّات الذين يَمُوتُونَ مِن أهلِ القُرَى قُبَيلَ بَعثِ الرّسول إليهم؛ فهُم حتمًا يَعرِفُونَ المُترَفِين في جِيلهم ووَجَدُوا خبَرَهُم أنّ الله بَعثَ إليهم رسولًا فكذّبوا به وكانوا يَعرفونَ أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    ولذلك يُنادُونَهم مِن فَوقِ الأعرَافِ لأنّهم يَعرِفُونَهم بِصُوَرِهِم في الدنيا.

    وقبلَ التّفصِيل في شَأنِ أهلِ الأعرافِ نَعُودُ إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحِسَاب وإقامَة الحُجّة بالحقّ فيدخلُ أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فيُنادِي أصحابُ الجنّة أصحابَ النّار. وقال الله تعالى: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الجَنَّةِ أَصحٰبَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبُّكُم حَقًّا ۖ قالوا نَعَم ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن المُؤذِّن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطّلب ومَن معه مِن أهلِ الأعرَاف.

    ونَعُودُ الآنَ إلى رجالِ الأعرافِ. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، فهم يَعرِفُونَ كُفّارًا مِن أصحَابِ النّار وكذلك يَعرِفونَ رجالًا مِن أهل الجنّة، فيَنظر أصحابُ الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليْسُوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى مَن فيها مِن فَوقِ سُورِ الأعرَافِ ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برَحمَتِه. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾‏} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَنظُرونَ إلى أصحَابِ النّار فيُخاطِبُونَهم فيَقولون لهم: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف: 49]، ويَقصِدُونَ بـ (هؤلاء)؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهمْ يُخاطِبُونَ أصحابَ النّار وقالوا لهم: يا أصحابَ النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومِن ثمّ يُجيبُ الله دعوَة أهل الأعراف حين ذَكَرُوا رحمَتَهُ وأهل الأعراف قد دَعُوا الله مِن بعدِ حَشرِهم على سُورِ الأعرَاف وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏ أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دَعوهُ مِن بعد حَشْرِهِم على الأعراف ونظروا إلى نارِ جهنّم والكُفّار يَصطَرخُونَ فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى جَوابِ الله لدُعائهم حين ذكَرُوا رَحمَته لأنّهم يَمقتُونَ الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء! - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسَمتُم يا أهل النّار لن يَنالهُم الله برَحمَتِه؟ ومِن ثمّ تأتي إجابَة الله لدَعوَةِ أهل الأعراف حين أقَرُّوا وأيقَنُوا برَحمَةِ الله وقالوا: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجابَ دَعوَتُهم بالحقّ، وقال الله: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾‏} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يَدعُونَ ربّهم فيَسألونَه برَحمَتِه حين يَنظرُون إلى أهل النّار يَصطَرخُونَ في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظرُوا لإجابَة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقُوا الله واعلَمُوا أنْ ليسَ لكم مِن دونِ الله وَليٌ ولا شَفيعٌ، وَسَلوا الله بِرحمَتِه، ومَن ذا الذي هو أرحَم بكم مِن الله حتى تلجأوا إليه مِن دون الله! أفلا تتّقُون؟ أفلا ترَوْنَ أنّ الله أجابَ دَعوَة أهل الأعرافِ ووَعدُه الحقّ وهو أرحَمُ الرّاحِمين؟

    ويا مَن يَنتَظِرونَ لمحمدٍ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يَشفَعَ لهم بين يَدَي الله ها هو أبُوه مع أهل الأعرافِ ولم يَشفَع له محمدٌ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَرجُ مِن وَلَدِه أن يَشفَعَ له بين يدَي ربه؛ بل دَعَا ربّهُ مع أهل الأعرافِ؛ وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم، ثمّ أجابَ الله دُعاءَ أهل الأعراف وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    اللّهُمّ قد بَلّغتْ، اللّهُمّ فاشهَد .. فأمّا الذين آمَنوا مِنكم حين أذكّرُهُم بآياتِ ربّهم وأُبَيّنُها لهم فتَزيدُهم إيمانًا فتَلِينُ جُلودُهم ومِن ثمّ تَخشَعُ قلوبُهم فتَدمَعُ أعيُنهم مِمّا عرَفُوا مِن الحقّ، وأمّا العُميَان فوالله لو أنذَرتُه بجميع آيات الكتابِ وفَصّلتُها تَفصِيلًا فإنّه سوفَ يَنبُذُها جميعًا وراءَ ظَهرِه مَهمَا كانت واضِحَةً وبيّنَةً في البيان الحقّ، وسبَبُ فِتنَتِه أنّهُ يَعلمُ حَديثًا أو رِوَايةً مُخالفةً لهذه الآيات المُحكَماتِ ويُفَضِّلُ أن يَستَمسِكَ بذلك الحَدِيثِ المُخالِفِ ويقول: "إنّ القرآن لا يَعلمُ تأويلَه إلّا الله وكَفانا ما وَجَدنا عليه السَّلَفَ الصّالِح، فهل أنتَ أعلمُ يا ناصر محمد اليماني أَمْ هُم؟". ومِن ثمّ أرُدُّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجُّكَ بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يَزيغُ عمّا جاءَ فيهنّ إلّا مَن في قلبِه زَيغٌ عن الحقّ، فيَتّبع الفتنة المَوضوعَة مِن أحاديث ورواياتِ الفتنة التي تأتِي مُخالِفةً لآيات الكتابِ المُحكَماتِ وحَسبُه جهنّم ومَن اتّبَعَه وساءَت مَصِيرًا.

    ولكنّي أقسِمُ بالله لو الآية جاءَت مُطابِقةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به لأعجبَتُهُ واستَمسَك بها وصرَخَ بها كبُرهانٍ على الحَدِيث، ولكن إذا جاءَت مُخالِفةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به فعند ذلك تَسُوءُه ويقول: "لا يَعلمُ تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكَمَةٌ مِن آيات الكتابِ المُحكَماتِ مِن أُمّ الكتابِ وليسَت مِن المُتَشابِهات! تالله لا يَطَلِّعُ على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تَبيَّنَ له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلَها عَقلُه إلّا أنّ كثيرًا لا يُوقِنُ بآيات ربّه برغم وُضُوحِها الشّدِيدِ!

    ويا قوم يا أصحابَ اللّسَانِ العربيّ المُبِين إنّ القرآن عَربِيٌّ أرسَله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّنَ لكم ما تتّقون،
    وقال الله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم ۖ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم: 4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تَفهمُونَ مُحكَمَه؟ فهو ليس بأعجَمِيٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسانُ الَّذى يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَمِىٌّ وَهٰذا لِسانٌ عَرَبِىٌّ مُبينٌ ‎﴿١٠٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النحل].

    ولكنّكم جَعلتُمُوهُ أعجَمِيًّا فأعرَضتُم عنه وقلتُم على الله زُورًا وبُهتانًا أنّه لا يَعلمُ تأويل القرآن إلّا الله، ولم يَقُل الله ذلكَ؛ وافتَرَيتُم على الله الكَذِب وأنتُم تَعلَمون أنّه لم يَقُل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ واضِحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب؛ يَعلَمُهنّ ويَفهَمُهُنّ ويَعقِلُهنّ العالِم والجاهِل؛ كلُّ ذِي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وتلكَ أكثر آيات الكتاب بنِسبة تِسعِين في المائة وأُخرَى مُتَشابِهاتٌ وهُنّ قليلٌ؛ ليست إلّا تَقريبًا عشرة في المائة أو أقل مِن عشَرة في المائة فتِلكَ الآيات المُتشابهات لا يَعلمُ بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جَعلتُم القرآن كُلّه لا يَعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّكم لم يُحَاجّكم إلّا بالآيات المُحكَماتِ الوَاضِحاتِ البيّنات يَعلَمُهنّ ويَعقِلُهنّ كُلّ مَن تَدبّر ما جاء فيهنّ مِن ربّه، لا يَزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشَر الأنصار كونوا مِن المُوقِنِينَ ولا تكونوا مِن الذين هم بآياتِ ربّهم لا يُوقِنُون ثمّ لا يُوقِنون إلّا بعدَ أن يَقعَ القولُ عليهم وخُروج الدّابّة، وكذلك قال الله تعالى أنّكم لم تُكذّبوا بالذي يُحاجّكم بآيات ربّكم ولم تُصَدِّقُوا والسّبَب عَدَمُ اليقين بآيات الله التي أحاجُّكم بها في الكِتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقضى بَينَهُم بِحُكمِهِ ۚ وَهُوَ العَزيزُ العَليمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ المُبينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لا تُسمِعُ المَوتىٰ وَلا تُسمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوا مُدبِرينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَما أَنتَ بِهٰدِى العُمىِ عَن ضَلٰلَتِهِم ۖ إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِـٔايٰتِنا فَهُم مُسلِمونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم أَنَّ النّاسَ كانوا بِـٔايٰتِنا لا يوقِنونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    أخوكُم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    سبحان الله العظيم الذي علمك مالم نكن نعلم

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم الكريم العزيز الحكيم النعيم القدير
    فبقدرتك تجعلني ممن لا يرضون حتى ترضى اللهم آمين
    وسلام على المرسلين والصادقين والصالحين والشهداء والمحسنين والمسلمين والمؤمنين وعلى اولهم قرة اعيننا امامنا المهدي وانصاره والحمد لله رب العالمين
    يا امامي يا امامي ادعوا لنا من فظلك بأن نكون منهم وان نكون معك في الدنيا والآخرة
    يا الله يا نعيم الاعظم لن ارضى حتى ترضى وانت على ذالك شهيد اللهم ثبتي على هذا القول اللهم ثبتني على هذا القول وانت يا نعيم الاعظم على ذالك لقدير
    عبدك الذليل الفقير

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  8. Lightbulb

    اقتباس المشاركة : serdar
    بسم الله الرحمن الرحيم الكريم العزيز الحكيم النعيم القدير
    فبقدرتك تجعلني ممن لا يرضون حتى ترضى اللهم آمين
    وسلام على المرسلين والصادقين والصالحين والشهداء والمحسنين والمسلمين والمؤمنين وعلى اولهم قرة اعيننا امامنا المهدي وانصاره والحمد لله رب العالمين
    يا امامي يا امامي ادعوا لنا من فظلك بأن نكون منهم وان نكون معك في الدنيا والآخرة
    يا الله يا نعيم الاعظم لن ارضى حتى ترضى وانت على ذالك شهيد اللهم ثبتي على هذا القول اللهم ثبتني على هذا القول وانت يا نعيم الاعظم على ذالك لقدير
    عبدك الذليل الفقير

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من serdar

    اقتباس المشاركة 56259 من موضوع ( الردّ الملجم بالحقّ من الإمام إلى عمروا ) السبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=56252

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1433 هـ
    16 - 08 - 2012 مـ
    10:19 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ( الردّ الملجم بالحقّ من الإمام إلى عمروا )
    السبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم التابعين لهم وجميع المسلمين لربهم إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وكل عامٍ وأنتم وجميع المسلمين طيبون وعلى الحقّ ثابتون، اللهم آمين..

    وأمّا عمروا فأراه يجادل الأنصار بدعاء بني إسرائيل موسى أن يدعو الله، وقال عمروا:
    اقتباس المشاركة :
    (واحيلك الى قوم موسى الذين خرجوا معه وأمنو به وقالوا ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض
    وهم مؤمنين وما قال لهم موسى انتم مشركون لأنكم طلبتم الدعاء منى !!! )
    انتهى الاقتباس
    انتهى
    ومن ثم يردّ على عمروا المهديّ المنتظَر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه من الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فهل تراهم قوماً قدروا ربّهم حقّ قدره؟ وقال الله تعالى:
    {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:138].

    وهم أنفسهم الذين قالوا:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، وتالله لا يجوز أن تدعو مع الله أحداً فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    {فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ألا والله إنَّ الذين يدعون مع الله عبادَه أن يدعوا لهم ربَّهم فإنَّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ سواء في الدنيا أو يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فما خطبك يا عمروا تفتي بالدعاء بأنّه يجوز أن تقول: يا فلان ادعو لي الله؟ ويا سبحان الله ومن الذي منعه أن يدعو ربه
    فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    وحتى ولو كانوا كافرين ومن ثم دعوا ربهم
    مخلصين له وحده في الدعاء من غير شركٍ في الدعاء إلا أجاب الله دعاءهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:65].

    والسبب في أنّ الله استجاب لدعاء الكافرين كونه توفّر شرط الإجابة للدعاء وهو الإخلاص للربّ في الدعاء، ولم يشركوا في الدعاء أحداً من عباده، وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:65]، وسبب إجابة دعاء الكافرين كونه توفّر في قلوبهم شرط إجابة الدعاء: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} صدق الله العظيم [غافر:65].

    فما خطبك يا عمروا تدعو إلى الإشراك بالله بغير الحقّ؟ فأيُّنا أهدى سبيلاً، فهل هو الذي يأمر الناس أن يدعوا ربهم فلا يشركوا معه في الدعاء أحداً ليكون وسيطاً لهم عند الله سبحانه؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّ دعاء الذين يدعون ربّهم عن طريق عباده فيقولون: "يا فلان ادعُ لنا الله". إنّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ كمثل دعاء أهل النار لخزنة جهنّم أنْ يدعوا الله أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل دعاؤهم هذا على الطريق الحقّ؟ كلا وربي إنّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ كونهم يدعون عبيده من دونه أن يدعوا ربّهم لهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولذلك ردَّ عليهم ملائكة الرحمن:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50].

    أي ادعوا الله وحده فلا تدعوا مع الله أحداً فتتخذونه وسيطاً بينكم وبين ربكم سبحانه، ولذلك تجد التعليق على دعائهم لربهم عن طريق التوسل بعبيده أن يدعوا الله لهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم.

    فما خطبكم يا قوم تدعون مع الله أحداً فتخرجون الناس من النور إلى الظلمات؟ ولكني الإمام المهديّ ابتعثني الله لأُخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحق للقرآن المجيد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ويا أخي الكريم،
    إنما استغفار الناس لبعضهم بعضاً حين يكون الإثم في حقّ الله وحقّ أحدٍ من عباده، فهنا يأتي المسلم عند الذي أَثِمَ في حقّه يرجو منه أن يعفو عنه حتى يعفو الله عنه، وهو خير الغافرين. أما حين يكون الإثم في حقّ الله وحده فليستغفروا الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْ‌سَلْنَا مِن رَّ‌سُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُ‌وا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ‌ لَهُمُ الرَّ‌سُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كون هؤلاء يؤذون النّبيّ فيغتابونه في غيابه ويصدّون عنه وعن الاحتكام إليه لحكم الله، وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النّبيّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:61].

    ويقصدون بقولهم
    {هُوَ أُذُنٌ} أي: سنحلف له بالله وسوف يصدق بأننا لم نصدّ عنه ولم نقُل فيه غير الحقّ، ولذلك ردَّ الله على قولهم: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    وكذلك كمثل أبناء يعقوب عليه الصلاة والسلام الذين آذَوا أباهم أذًى عظيماً حتى ابيضت عيناه من الحزن على يوسف، ولذلك قالوا:
    {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وماذا سوف يقول نبيّ الله يعقوب؟ (اللهم إني قد عفوت عنهم فاعف عنهم إنك أنت الغفور الرحيم) فيغفر الله لهم. فليس يعقوب وليس نبيّ الله يعقوب أكرم من ربه الذي غفر لهم أذاهم وظلمهم لأبيهم، ولكن ربي خير الغافرين. وكذلك نبيّ الله يوسف الذي أثموا في حقه. قال الله تعالى:
    {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وهنا يجوز طلب الاستغفار من المظلوم في حقه، فيطلب منه الظالمُ العفوَ والغفران، حتى إذا غفر المظلوم للظالم فليس بأكرم من الله، فهنا يغفر الله لهم، وهو خير الغافرين. أما حين يذهب المذنب إلى شخص لم يأثم في حقه فيطلب منه الدعاء والاستغفار فذلك شركٌ بالله ودعاءٌ في ضلالٍ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فلا تحرّف كلام الله عن مواضعه الحقّ في قول الله تعالى:
    {قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، وما هو دعاء الكافرين؟ فتجد الجواب في محكم الكتاب: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ} [غافر:49]، فانظر للردّ بالحقّ: {قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم.
    أي فادعوا الله وحده فلا تدعوا معه عبيدَه من دونِه ليدعوا لكم الله فذلك الدعاء في ضلالٍ مبينٍ، ولكن الكافرين لم يفقهوا نصيحة ملائكة الرحمن كما لا يفقه الذين ألبسوا إيمانهم بظلم نصيحة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وأما حجّتك أنّ الكافرين دعوا الله في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون]، ويقول عمروا: "أفلا ترى يا ناصر محمد أنّ أصحاب النار دعوا الله فلم يجبهم؟ فانظر لردّ الله عليهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم"

    ومن ثم يردّ على عمروا صاحبُ علم الكتاب بالقول الصواب وأقول: يا عمروا إنهم لم يقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف:23]؛ بل قالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} [المؤمنون]، فهم يريدون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحاً ويتبعوا الحقّ من ربهم، وقالوا: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، فليس ذلك الدعاء بحقٍ يا عمروا، فهم يعتقدون جازمين في أنفسهم لا شك ولا ريب أن لو يعيدهم الله إلى الدنيا فإنهم لن يعودوا إلى ما نهاهم الله عنه وأنهم سوف يتبعون رضوانه، وكأنّ الهدى هداهم! فهم لا يعلمون بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ‌ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَ‌دُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَ‌بِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُ‌دُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن يا عمروا انظر لدعاء الكافرين الذين ماتوا قبل مبعث الرسل إلى أقوامهم، انظر إلى دعائهم بالحقّ:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظر لدعاء الحقّ يا عمروا:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وانظر للإجابة على دعاء الحقّ: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف]. كونهم مُقرّين في أنفسهم إنّما دخل المؤمنون الجنّة برحمة الله، ويمقتون الذين يجعلون الناس ييأسون من رحمة الله. وقالوا: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأنعام].
    وإنما ناداهم الله من وراء الحجاب فقال لأصحاب الأعراف:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم. كونهم دعوا الله أن لا يجعلهم مع أهل النار. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأما دعاء الكافرين اليائسين من رحمة الله فلم يجبهم الله كونهم معتقدين إنّهم لن يدخلوا الجنة إلا بعملهم، ولذلك يطلبون من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذين كانوا يعملون، ولكن الحجّة قد أقيمت عليهم بتلاوة آيات الله في محكم كتابه فأعرضوا عن الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وتالله يا عمروا، إنّكم تحرفون كلام الله عن مواضعه المقصودة بتحريفكم لتأويله الحقّ، فاتقوا الله وكونوا من الشاكرين، ولا تتبعوا قول الذين يقولون على الله ما لا يعلمون إني لكم نذيرٌ مبين. وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وفي ختام هذا البيان أقول لكم كمثل قول مؤمن آل فرعون عليه الصلاة والسلام من ربّه، قال:
    {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)}صدق الله العظيم [غافر].

    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلاة على المرسلين والحمد لله رب العالمين وعلى امامنا وانصاره المكرمين

    اخ الكريم إلى الرحمن وفدا
    إني والله لم طلبت ولم اطالب ب واحيلك الى قوم موسى الذين خرجوا معه وأمنو به وقالوا ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض
    وهم مؤمنين وما قال لهم موسى انتم مشركون لأنكم طلبتم الدعاء منى

    وما قلت هذا من اجل الدنيا او الجنة إلا من اجل رضوان الله النعيم الاعظم ولم ارضى حتى يرضى ان شاء الله

    فيا اخي الكريم اذا كنت تعتقد من هذا الرد اللذي يرد به امامنا على عمروا فقد ظلمتني
    فأني لم اطلب من الامام الجنة او شيء اخر اني اطلب وادعوا الله رب العالمين برضوان نعيمه الاعظم ولم ارضى حتى يرضى
    فقط ما طالبت من امامنا بانه هو امامنا وخليفة الله على الارض نحن ندعوا الله وهو ك امامنا وخليفة الله بان يدعوا لنا بهذا القول ان لن نرضى حتى يرضى من اجل الاثبات حتى الله يقوينا على هذا القول والقسم
    وأما بالنسبة الطلب من الله ان اكون معه في الدنيا والآخرة لأنني كلما قرأت بياناته عرفته بأنه على الحق واني والله ارجوا الله بأن اكون مع الحق من اجل هذا احبه في الله وان اكون معه لأنه على الحق
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم من أي نعيم

    أخي الحبيب سردار لابأس من إقتباسي للبيان أعلاه فقد كان مجرد تذكير بغض النظر عن ماكنت تقصد من طلبك للدعاء من الإمام عليه وآله الصلاة والسلام .. فكما تعلم فقد يقع أحدا بالشرك من غير أن يعلم ... .
    وقد يفهم الآخرين غير ماتقصده من طلبك .. والمعذرة أخي الكريم إن أخطأت بحقك بغير قصد.

    ومبارك عليك شهر رمضان وتقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال أخي الحبيب ...

المواضيع المتشابهه
  1. حياة النبي صل الله عليه وسلم ...
    بواسطة دياب محمد في المنتدى سؤال من المهدي المنتظر إلى كافة خطباء المنابر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-02-2019, 05:39 AM
  2. فريقٌ من المقربين لا يدخلون الجنة من بعد موتهم وليست لهم حياةً برزخيّةً ولا يشعرون بها ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-03-2014, 04:58 AM
  3. إن للمتقين بشرى بدخولهم الجنة يوم موتهم إلى يوم بعثهم، وكذلك بشرى أخرى في يوم بعثهم..
    بواسطة أم البشرى في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-08-2012, 09:13 AM
  4. لقد أسمعت إذ ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء ؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2010, 04:10 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •