الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 09 - 1433 هـ
30 - 07 - 2012 مـ
10:29 صباحاً
ــــــــــــــــ
فتوى المهديّ المنتظَر إلى أصحاب القروض من البنك الدوليّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنبياء الله وآلهم الأطهار لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله، وأصلّي على جميع المسلمين وأسلّم تسليماً، أمّا بعد..
من المهديّ المنتظَر إلى الحكومات الإسلاميّة من أصحاب القروض من البنك الدوليّ اليهوديّ، والسلامُ على من اتّبع الهدى، فلا يجوز لكم أخذ القروض من البنك الدوليّ اليهوديّ بحجّة القيام بمشاريع لشعوبكم ومن ثمّ يسرق غالبية القرض مسؤولو الحكومات حتى إذا جاء موعد التسديد للبنك الدوليّ ومن ثم يرفعون جرعةً على الشعب حتى لا تختل ميزانيّة الدولة، ومن ثم تسمح الحكومة لكل تاجرٍ أن يرفع في سعر سلعته ما يقابل زيادة الجرعة حتى لا تضمحل تجارته بسبب الجرعة، ومن ثم يقوم بتسديد قرض البنك الدوليّ الفقراءُ وأصحابُ الدخل المحدود برغم أنه لم يدخل جيوبهم شيءٌ من القرض الدولي.
فسوف نصدر فتوى إلى كافة الشعوب أن يرفضوا أن تأخذ حكوماتهم قروضاً من البنك الدوليّ، وإن قالت حكوماتُهم: "إنما نأخذها لكي نبني لكم مدارساً نمطيّة ذات بناء فاخرٍ"، ومن ثم يكون ردّ الشعوب أن يقولوا: "فما الفائدة أن تبنوا لنا مدارساً نمطيّة حتى لو كانت من ذهبٍ ومن ثم ترفعوا علينا جرعاتٍ في معيشتنا جرعةً بعد جرعة لكي تسددوا للبنك الدوليّ حتى تكسروا ظهور أصحاب الدخل المحدود وتدّمروا الفقراء وتقضوا على المساكين في الشعوب وتدّمروا اقتصاد البلاد فيكثر الفساد؟ بل الأفضل لنا أن تجعلوا مدارسنا مخيماتٍ بدل النمطيات، خيرٌ من أن تأخذوا القروض من البنك الدوليّ حتى يتدمّرُ اقتصادُ البلاد وتتدمر الشعوب ممن كانوا من أصحاب الدخل المحدود، وتتدمر معايشُ كثيرٍ من فقراء الشعوب، ويكثر الفقر في البلاد ويكثر الفساد والسرقة والقتل والسلب والنهب، وذلك بسبب قروض الحكومات من البنك الدولي".
وأشهد لله أنّ ذلك ظلمٌ كبير على الشعوب ومحرّمٌ على الحكومات أن يظلموا شعوبهم فلينتهوا عن القروض من البنك الدوليّ الذي استعمر الشعوب الإسلاميّة ودمّر فقراء الشعوب تدميراً، فاتقوا الله يا أصحاب القروض من البنك الدولي.
وتالله إنّ البنك الدوليّ دمّر الشعب اليمني تدميراً جرعةً وراء جرعةٍ وراء جرعةٍ حتى بلغت عشرات الجرعات، كون حكومة اليمن تأخذ من البنك الدوليّ قروضاً بحجّة بناء مشاريع، ومن ثم يتمّ سرقة معظم القرض من قِبَلِ بعض مسؤولي الحكومة، فيتّفقون مع المقاول ولو بمبلغ من القرض ويسرقون معظم القرض ويتقسّمون الباقي، فيقاولون المقاول على مشروع يخلو من المواصفات الناجحة والدائمة كمثل سفلتة الشارع ولا تمضي عدّة أشهر إلا وتجدون الشارع مليء بالحفر مما سبب تدمير السيارات وتَفَجُّرَ الإطارات، ومن ثم يقومون بعد زمنٍ بأخذ قرضٍ جديدٍ لإصلاح الطرقات من جديد، ويستمر نفس نظام السرقات. ومقاولو الحكومة اليمنيّة في مصلحة الطرقات ليعلمون بذلك وأننا لم نظلم المسؤولين في الحكومة والمقاولين شيئاً، وكذلك الوزارات الأخرى على شاكلتهم ولكنهم أقل فساداً من وزارة الأشغال العامة ومصلحة الطرق.
فما أعظم فساد الحكومة اليمنية وظلمهم للشعب اليمني الأبيّ العربيّ، وأفتي بالحقّ أنّ الفساد في ظل الحكومة الجديدة أظلمُ وأطغى من السلف، وزاد الفسادُ ضِعْفَ ما كان عليه من قبل، وذهب الأمن والأمان وكثُر اللصوص وقطّاع الطرق، وتزلزل الشعب اليمني زلزالاً عظيماً في معيشته وأُهدر أمنه، ولن ينفع الشعب اليمني بكاؤك يا أبا سندوة برغم أنك رجلٌ طيبٌ كما نظنّ ولكنك ضعيف الشخصيّة، ولن تستطيع أن تقيم العدل في البلاد وتنهي الفساد وأنت ضعيف الشخصيّة.
ألا والله لا يقيم العدل في البلاد وينهي الفساد في الأرض ويحقق أمن العباد إلا حاكمٌ صارمٌ من غير ظلمٍ؛ مقيمٌ لحدود ما أنزل الله في محكم كتابه، فيقيم حد السرقة على السارقين وحد النهّابين وسفّاكي دماء المسلمين، ويقيم كافة حدود الله التي أنزلها في محكم كتاب القرآن لترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ومن ثم يعيش الشعوب بأمنٍ وسلامٍ ويتحسن اقتصاد البلاد وترقى الشعوب إلى أوج العُلى، ولم يأمركم الله أن تُكرهوا الناس على الإيمان بالرحمن فلا إكراه في الدين، ولكنه أمركم أن تقيموا حدود ما أنزل الله في محكم القرآن لكي ترفعوا ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان.
ألا والله الذي لا إله غيره أن بعد أن يمكّن الله الإمام المهدي أنَّه لو قام أخي ابن أمي وأبي بظلمِ كافرٍ أو مسيحيّ أو يهوديّ بغير الحقّ لأنصفت المظلومَ من أخي ابن أمي وأبي ولا أبالي، فكونوا على ذلك من الشاهدين، ومن لم يحكم بين الناس بما أنزل الله فلن يَرفع ظلمَ الإنسان عن أخيه الإنسان، وما أنزل الله القرآن العظيم إلا رحمةً للعالمين وبئس قادة المسلمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله، وسبقت الفتوى من الله في شأن من لم يحكم بما أنزل الله في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم. وقال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَىٰةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُوا۟ لِلَّذِينَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُوا۟ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِى ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَٰفِرُونَ ﴿٤٤﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُۥ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴿٤٥﴾ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ ۖ وَءَاتَيْنَٰهُ ٱلْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلْإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۖ فَٱسْتَبِقُوا۟ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنۢ بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ولربّما يودّ أن يلقي إلينا سؤالاً أحدُ السائلين فيقول: "وهل أمر الله أهل الكتاب بالحكم بما أنزل الله في التوراة والإنجيل؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ وكافة النبيين بالحقّ وأقول: لم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليأمر البشر بالكفر بحكم الله الحقّ في التوراة والإنجيل، وإنما نأمرهم بالكفر بما خالف فيهم لمحكم الذكر القرآن العظيم، كون الله جعل القرآن العظيم هو المهيمن في الحكم على التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} صدق الله العظيم [المائدة]، ولكنّ علماء المسلمين رفضوا أن يكون القرآن العظيم هو المهيمن على أحاديث السُّنة النبويّة، فبئس العلماء تحت سقف السماء إلا من رحم ربي.
ووصل عمر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى نهاية العام الثامن ونحن ندعو الليل والنهار عبر الانترنت العالميّة كافة خطباء المنابر من علماء المسلمين وكافة مفتي الديار في كافة الأقطار إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وإلى حدّ الساعة لم يستجب لداعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم علماءُ المسلمين إلا من رحم ربي، وأمّا المعرضون فكونهم لم يعودوا مسلمين. وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ (82)وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ (85)} صدق الله العظيم [النمل].
وأشهد الله الواحد القهار أني المهديّ المنتظَر ناصر محمد أدعو كافة علماء المسلمين للحكم بينهم بحكم الله فيما كانوا فيه يختلفون، فأحكم بينهم بحكم الله أستنبطه لهم من محكم القرآن العظيم، وليس لي شرط عليهم إلا أن يقبلوا الله العلي العظيم هو الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
فإلى متى الانتظار يا مفتي الديار وخطباء المنابر ولم تُجيبوا المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلى الاحتكام للذكر؟ فاتقوا الله الواحد القهار من قبل أن يسبق الليل النهار، فقد أدركت الشمس القمر كرتين تترى، ولذلك سوف تتم أول مشاهدة لهلال غرّة شهر شوال لعام 1433 وأنتم يا أصحاب صيام السبت لم تصوموا غير ثمانية وعشرين يوماً، فهل من مدَّكر؟
وربّما يودّ أكبر فطاحلة خطباء المنابر أو مفتي الديار من حفظة الذِّكر أن يقول: "مهلاً مهلاً يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر ويفتي البشر أنه أدركت الشمسُ القمرَ، وها أنا ذا أقيم عليك الحجّة من محكم الذكر بنفي فتوى الإمام ناصر بقول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم [يس:40]".
ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد إلى من يزعم أنه أقام الحجّة على الإمام ناصر من محكم الذِّكر وأقول: يا حافظاً للذكر، إن مثلك كمثل الحمار يحمل الأسفار لا يفهم ماذا يحمل على الظهر، يا من تحاجني من محكم الذكر فتزعم أنّ الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر ولا ينبغي لليل أن يسبق النهار فتنفي طلوع الشمس من مغربها، ومن ثم يفتيك المهديّ المنتظَر وأقول: إنما ذلك النظام الكوني في قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يستمر من بداية الدهر حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكبر ومن ثم تدرك الشمس القمر فيولد الهلال من قبل الكسوف فتجتمع به الشمس وقد هو هلال نذيرٌ للبشر من قبل أن يسبق الليل النهار، ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر، في ليلة القدر في الكتاب في أسرار الحساب، فهل من مدّكر؟ ولم نحدد بعد موعد الظهور ليلة مرور كوكب العذاب بحساب البشر، ونكتفي بالردّ بقول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأنبياء:38].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل:71].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [السجدة:28].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سبأ:29].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [يس:48].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الملك:25].
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [يونس:48].
ومن ثم ننظر الردَّ الذي أمر الله الرسولَ وأنصارَه والمهديّ المنتظَر وأنصارَه أن يردّوا به. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الملك:25-26].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، احذروا تحديد مرور كوكب العذاب في جميع الحساب، كون الذين لا يعقلون سوف ينتظرون إلى ذلك اليوم لينظروا هل يعذّبهم الله أم إنكم كاذبون؟ ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: أَوَلَوْ كنا صادقين فهل ينفعكم الإيمان ذلك اليوم؟ أفلا تعقلون؟ وربّما يودّ أن يقول أحد الذين لا يعلمون: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد ألم تفتي من قبل أن أوّل من يسلّمك القيادة إنه الرئيس علي عبد الله صالح، وها هو سلّمها لعبد ربه منصور في عصر الحوار من قبل الظهور؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد وأقول: والله الذي لا إله غيره إنَّ من سوف يسلّم قيادة اليمن إلى الإمام المهديّ ناصر محمد إنّه الزعيم علي عبد الله صالح، وأعلم من الله ما لا تعلمون، ولا يعني ذلك أنّ علي عبد الله صالح من الصالحين ومن أولياء الله المقربين فالعلم عند الله فإن ربه به عليم، وعسى أن يهديه إلى الصراط المستقيم. وإنما أعلم علم اليقين أنه هو من سوف يسلّم قيادة عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة اليمن إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وبما أني أعلم أني لم أفترِ على الله فلا بدَّ أنَّ علي عبد الله صالح لا يزال يحكم اليمن من وراء الستار، ويعلم بهذه الحقيقة علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور، وإلى الله ترجع الأمور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
مفتي العالم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________