الموضوع: أسئلة مروان حسين

النتائج 141 إلى 150 من 227
  1. افتراضي التوراة والانجيل

    السلام عليكم ذكر الامام ناصر محمد اليماني انه يوجد لدينا نسخة من التوراة والانجيل في تابوت السكينة فانه يخطر لي خاطر بأنه مطلع عليها فما مصدر هذه المعلومات ولماذا يريد الامام بان غيره يقوم بالكشف عن اصحاب الكهف والرقيم ؟

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وسلام على المرسلين .

    مهمة الإمام المهدي تبيين آيات القرآن الكريم وعلى الباحثين عن الحق البحث عن صدق ما يقوله وهو ليس ملزم من قبل التمكين ان يبحث عن اهل الكهف والرقيم والتوراة الصحيحة والانجيل ، فإذا مكنه الله في الأرض فحينها فسوف يأمر بالبحث عن تلك الايات لاخراجها للعالمين .

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم .

    أخي الأنصاري الحبيب .

    بالنسبة للصلاة ، فالصلاة يجب أن تؤديها جماعة مع المصلين في المسجد .
    فحين تصليها في المسجد هذا يعني أنك ستصلي كما يصلي أهل السنة بالرغم من زيادة عدد ركعاتها ، لكن ستحسب لك نافلة الركعات المضافة إلى الفرض إن شاء الله .

    وبالنسبة لما تقوله في الصلاة من الفاتحة والتسبيح والتشهد الأوسط والأخير ...إلخ
    فهذا يقال سرا في الصلاة فإن أحببت أن تقول ما يقوله الإمام لما يقوله المصلي في التسبيح والتشهد الأوسط والأخير ...إلخ فليس عليك حرج في ذلك كونه يقال سرا فلا ضير في ذلك .
    ولم يتم تفصيل ما تقوله بالضبط في الصلاة حتى الآن فلم يقل الإمام سوى رؤوس أقلام . أما ما تم تفصيله فلا ضير أن تطبقه كونه يقال سرا .

    أما إذا فاتتك الصلاة في جماعة في المسجد .
    فلا ضير أن تصلي في البيت ركعتي الفرض الواجب عليك . وﻻ حرج عليك أيضا إن صليت كما يصلي أهل السنة في البيت .

    في الأول والأخير فإن فرض الصلاة الصحيحة المؤيدة بالبراهين من القرآن الكريم ليست واجبة عليك تطبيقها بالحرف الواحد الآن ونحن في عصر ما قبل التمكين وذلك لعدة أسباب :
    - إننا ما زلنا في عصر ما قبل التمكين .
    - إن الصلاة لم يتم تفصيلها بعد من قبل صاحب علم الكتاب من القرآن الكريم ، فلم يقل شيئا إلا رؤوس أقلام ولم يقل شيء من الأدلة سوى 10% ، وما زال ينتظر أحد من مفتي الديار أو من علماء المسلمين من الطوائف الإسلامية المتفرقة .

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  4. افتراضي

    نعم صدقت امامنا الحبيب كلما قراناوجدنا
    مانبحث عنه بحق والحمد للنعيم الاعظم الذي
    الذي هدانا للحق

  5. افتراضي اسئله مروان

    نعم صدقت امامنا الحبيب كلما قرانا وجدنا
    مانبحث عنه بالحق والحمد للنعيم الاعظم
    الذي هدانا للحق وله الشكر الواحد الاحد الفرد
    الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد

  6. افتراضي سؤال ج

    النّار. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن المؤذن بينهم؟ إنه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.
    السؤال ماهو دليل الامام على انه عبد المطلب ؟!ارجو الاجابة ام هو رأي ظني واذا كان يقيني ماهو الدليل واين ؟

  7. افتراضي

    اخي ايمن كلامك لاغبار عليه ولكن في الاية الكريمة واذن مؤذن ..اي لا على التعيين فما الدليل انه عبد المطلب بعينه هذا سؤالي

  8. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحًا
    (بِحَسبِ التّقويم الرّسْميّ لأُمّ القُرَى)
    ـــــــــــــــــــــ



    البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..


    بِسْمِ الله الرّحمَنِ الرَّحِيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ۗ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيٰمَةِ ۖ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ ۗ وَمَا الحَيوٰةُ الدُّنيا إِلّا مَتٰعُ الغُرورِ ‎﴿١٨٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: آل عمران].

    فهذه الآية تَتكلّمُ عن يَومِ القِيامَة والحِسَابِ للذين سَيَدخُلونَ الجنّة مِن بَعدِ الحِسَاب فيُرزَقُونَ فيها بِغَير حِسَاب، وأمّا في سَاحَة المَحشَر فيَكونونَ جميعًا في أرضِ المَحشَر أهل النّار وأهل الجنّة، ويَتِمُّ إحضَارُ النّار والجنّة في السَّاحَة الكَوْنِيّة. تَصدِيقًا لقَول الله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرىٰ ‎﴿٣٤﴾‏ يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسٰنُ ما سَعىٰ ‎﴿٣٥﴾‏ وَبُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَرىٰ ‎﴿٣٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النازعات].

    فيَتِمّ إحضَارُ الجَحِيم إلى أرضِ المَحشَر؛ والنّار لها سَبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ. وكذلك يَتِمّ إحضَارُ الجنّة إلى نفسِ أرضِ المَحشَر الكُبرَى؛ وهو الكَونُ كُلّه يَدُكُّه دَكًّا بِكَافّة كَواكِبِه ونُجُومِه، ولم يَخْلقهُ الله لَعِبًا ولا عَبَثًا! فيَجعَله أرضًا واحِدَةً مُستَوِيَةً لا تَرَى فيها عِوَجًا ولا أمتًا، ويَتمُّ إحضارُ النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بمَوقِعٍ غير بَعيدٍ مِن النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ ۖ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ ‎﴿١٦﴾‏ إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعيدٌ ‎﴿١٧﴾‏ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ ‎﴿١٨﴾‏ وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ۖ ذٰلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ ‎﴿١٩﴾‏ وَنُفِخَ فِى الصّورِ ۚ ذٰلِكَ يَومُ الوَعيدِ ‎﴿٢٠﴾‏ وَجاءَت كُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ ‎﴿٢١﴾‏ لَقَد كُنتَ فى غَفلَةٍ مِن هٰذا فَكَشَفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَقالَ قَرينُهُ هٰذا ما لَدَىَّ عَتيدٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلقِيا فى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنيدٍ ‎﴿٢٤﴾‏ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريبٍ ‎﴿٢٥﴾‏ الَّذى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءاخَرَ فَأَلقِياهُ فِى العَذابِ الشَّديدِ ‎﴿٢٦﴾‏ ۞ قالَ قَرينُهُ رَبَّنا ما أَطغَيتُهُ وَلٰكِن كانَ فى ضَلٰلٍ بَعيدٍ ‎﴿٢٧﴾‏ قالَ لا تَختَصِموا لَدَىَّ وَقَد قَدَّمتُ إِلَيكُم بِالوَعيدِ ‎﴿٢٨﴾‏ ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَىَّ وَما أَنا۠ بِظَلّٰمٍ لِلعَبيدِ ‎﴿٢٩﴾‏ يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏ هٰذا ما توعَدونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفيظٍ ‎﴿٣٢﴾‏ مَن خَشِىَ الرَّحمٰنَ بِالغَيبِ وَجاءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ ‎﴿٣٣﴾‏ ادخُلوها بِسَلٰمٍ ۖ ذٰلِكَ يَومُ الخُلودِ ‎﴿٣٤﴾‏ لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ ‎﴿٣٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: ق].

    وتكون الجنّة في أرضِ المَحشَر غير بعيدَةٍ مِن النّار؛ أي على مَقرُبَةٍ منها، تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏} صدق الله العظيم.

    غيرَ أنّ الجنّة لا تكونُ خلفَ النّار؛ بل على مَقرُبَةٍ مِن بَعضِهما البَعض؛ مُتَقابِلاتٍ، فالنّار تكون إلى جِهَةِ الشّمال والجنّة إلى جِهَة اليمين؛ وجميع المُتّقِين والكافرين يَنظُرونَ إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرضِ المَحشَر، ومِن بعدِ الحِسَابِ والفَصلِ بالحقّ فمِن ثمّ يأتِي التَّفرُّق تَصدِيقًا لقولِ الله تعالى: {وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ ‎﴿١٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الروم].

    والتَّفَرُّقُ مِن بعدِ الحِسَاب؛ فيَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرض المَحشَر فيُسَاق أهل النّار إلى صِراطِ النّار. تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {احشُرُوا الَّذينَ ظَلَموا وَأَزوٰجَهُم وَما كانوا يَعبُدونَ ‎﴿٢٢﴾‏ مِن دونِ اللَّهِ فَاهدوهُم إِلىٰ صِرٰطِ الجَحيمِ ‎﴿٢٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الصّافات].

    ولكن يَتِمُّ تَقسِيمُهم إلى سَبعِ زُمَرٍ بِعدَدِ أبواب جهنّم السّبعة؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ ‎﴿٤٣﴾‏ لَها سَبعَةُ أَبوٰبٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ‎﴿٤٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الحجر].

    ولذلك يَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرضِ المَحشَر وتَقسِيمِهم إلى سَبع زُمَرٍ؛ ثمّ يُساقُونَ نحوَ أبوابِ جهنّم السَّبعة لكلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسُومٌ؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ كَفَروا إِلىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها فُتِحَت أَبوٰبُها} صدق الله العظيم [سورة الزمر: 71].

    وأمّا أهلُ الجنّة فمِن بَعدِ الحِسابِ يَتمُّ تَقسِيمُهم زُمَرًا بِعَدَدِ أبوابِ الجنّة، والتَّزَحزُحُ هو الابتِعادُ عن النّار مِن نفس مَنطِقَةِ المَحشَر فلا يُساقُونَ إلى صراطِ الجَحِيم؛ بل إلى صِراطِ جنّات النّعيم المُقيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها وَفُتِحَت أَبوٰبُها وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلٰمٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خٰلِدينَ ‎﴿٧٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الزمر].

    ويُحاوِلُ أهلُ النّار الهرَبَ منها صَوبَ الجنّة ويتَوَسَّلُونَ بالمُتَّقِينَ مِن أهلِ الجنّة أن يَنظُرُوهم ويَقتَبِسُوا مِن نُورهِم، ولكنّ الملائكة يُرجِعُونَهُم بالقُوّة فيُسَاقُونَ قهرًا إلى نار جهنّم فيَستَغِيثُونَ بالمُتّقِينَ ليَقتَبِسُوا مِن نُورِهِم؛ ذلك لأنّهم لا يَزالونَ مُشركين بربّهم عِبادَهُ المُقَرَّبين، والنّور مِن الله، ومَن لم يَجعَل الله له نورًا فما له مِن نورٍ، ولكن مَن كان في هذه أعمَى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمَى وأضَلُّ سَبِيلًا، ولأنّهم لا يَعرِفُونَ الحقَّ والحقُّ هو ربّهم ولذلك يتَوَسّلونَ إلى عبادِ الله المُتّقِين ويقولون لهم: {انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظٰهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد: 13].

    ثمّ يُضرَبُ بينهم بسُورٍ فاصِلٍ بين الجنّة والنّار، فباطِنُه إلى الجنّة؛ والنّار مِن قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جَعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسُورُ الأعراف بينهما، ومِن ثمّ تُساقُ طائفةٌ أُخرى مِن أرض المَحشَر لم يتمّ حِسابُهم ولم يَسألهم الله عن أيّ شيءٍ ولم يُحاسِبهُم الله عن أيّ شيءٍ لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعَلهُم الله فوقَ سُورِ الأعرافِ يتفرّجُونَ على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن مَن هم تِلكَ الطّائِفَة؟ والجوابُ الحقّ: هم القومُ الذين ماتُوا مِن أهل القُرَى مِن قبل مَبعَثِ رُسُل الله إليهم، فأولئِكَ لهم حُجّةٌ على ربهم تصديقًا لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ۚ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا ‎﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة: النساء].

    كأمثَالِ (عبد الله بن عبد المطلب) أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتُوا مِن القُرَى مِن قبل مَبعَث رُسل الله إليهم، فأولئكَ لا يُعذّبهم الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّىٰ نَبعَثَ رَسولًا ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 15].

    فأولئكَ هم أصحابُ الأعراف فلم يَجعَلهُم الله مِن أهل الجنّة ولم يَجعَلهم الله مِن أهلِ النّار، وشَهِدُوا كيفَ أنّ الله حاسَبَ عبادَهُ وكيفَ فصَلَ بينهم بالحقّ وبين أنبيائِهم، وسألَ الله أنبياءَهُم: هل بلّغتُم؟ فأجابُوا: نعم. وشَهِدَ على بَلاغِهِم الذين صَدّقُوا بشَأنِهم، وصَارَ لديهم مَفهُومُ قِصّة الرُّسل وأقوَامِهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صَدّقُوا برُسُل ربّهم فصَارَ الأمر واضِحًا لديهم كامِلًا مِن البِدايَة إلى النهاية عن أقوامِهم مِن بَعدِهم، ومنهم مَن يَعرفُ رِجالًا مِن أهل النّار كمِثل (أبي لهب والوليد ابن المغيرة)، فمَثلًا أبو النّبي (عبد الله بن عبد المطّلب) يَعرِفُ (أبا لهب) ويَعرفُ (الوليد بن المغيرة) وغيرهم مِن قبل مَوتِه، وكذلكَ جميع أهل الأعراف الذين ماتوا مِن قُبَيلِ مَبعَثِ الرُّسُل يَعرِفُونَ النّاس الذين كانوا بِجيلِهم؛ غير أنّهم ماتوا مِن قبلِ بَعثِ رُسل الله إلى القُرَى، فبعضُهم قبل مَبعَثِ رَسُول ربّه إلى قَريَتِه بشهرٍ أو أكثر مِن ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد عَلِموا أنّ هؤلاء المُترَفُونَ الذين كانوا يَعرفُونَهم قد بعثَ الله رُسُلًا مِن بَعدِهِم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسَلهُم الله إليهم مِن بعد مَوتِهم وبالذّات الذين يَمُوتُونَ مِن أهلِ القُرَى قُبَيلَ بَعثِ الرّسول إليهم؛ فهُم حتمًا يَعرِفُونَ المُترَفِين في جِيلهم ووَجَدُوا خبَرَهُم أنّ الله بَعثَ إليهم رسولًا فكذّبوا به وكانوا يَعرفونَ أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    ولذلك يُنادُونَهم مِن فَوقِ الأعرَافِ لأنّهم يَعرِفُونَهم بِصُوَرِهِم في الدنيا.

    وقبلَ التّفصِيل في شَأنِ أهلِ الأعرافِ نَعُودُ إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحِسَاب وإقامَة الحُجّة بالحقّ فيدخلُ أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فيُنادِي أصحابُ الجنّة أصحابَ النّار. وقال الله تعالى: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الجَنَّةِ أَصحٰبَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبُّكُم حَقًّا ۖ قالوا نَعَم ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن المُؤذِّن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطّلب ومَن معه مِن أهلِ الأعرَاف.

    ونَعُودُ الآنَ إلى رجالِ الأعرافِ. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، فهم يَعرِفُونَ كُفّارًا مِن أصحَابِ النّار وكذلك يَعرِفونَ رجالًا مِن أهل الجنّة، فيَنظر أصحابُ الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليْسُوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى مَن فيها مِن فَوقِ سُورِ الأعرَافِ ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برَحمَتِه. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾‏} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَنظُرونَ إلى أصحَابِ النّار فيُخاطِبُونَهم فيَقولون لهم: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف: 49]، ويَقصِدُونَ بـ (هؤلاء)؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهمْ يُخاطِبُونَ أصحابَ النّار وقالوا لهم: يا أصحابَ النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومِن ثمّ يُجيبُ الله دعوَة أهل الأعراف حين ذَكَرُوا رحمَتَهُ وأهل الأعراف قد دَعُوا الله مِن بعدِ حَشرِهم على سُورِ الأعرَاف وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏ أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دَعوهُ مِن بعد حَشْرِهِم على الأعراف ونظروا إلى نارِ جهنّم والكُفّار يَصطَرخُونَ فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى جَوابِ الله لدُعائهم حين ذكَرُوا رَحمَته لأنّهم يَمقتُونَ الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء! - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسَمتُم يا أهل النّار لن يَنالهُم الله برَحمَتِه؟ ومِن ثمّ تأتي إجابَة الله لدَعوَةِ أهل الأعراف حين أقَرُّوا وأيقَنُوا برَحمَةِ الله وقالوا: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجابَ دَعوَتُهم بالحقّ، وقال الله: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾‏} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يَدعُونَ ربّهم فيَسألونَه برَحمَتِه حين يَنظرُون إلى أهل النّار يَصطَرخُونَ في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظرُوا لإجابَة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقُوا الله واعلَمُوا أنْ ليسَ لكم مِن دونِ الله وَليٌ ولا شَفيعٌ، وَسَلوا الله بِرحمَتِه، ومَن ذا الذي هو أرحَم بكم مِن الله حتى تلجأوا إليه مِن دون الله! أفلا تتّقُون؟ أفلا ترَوْنَ أنّ الله أجابَ دَعوَة أهل الأعرافِ ووَعدُه الحقّ وهو أرحَمُ الرّاحِمين؟

    ويا مَن يَنتَظِرونَ لمحمدٍ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يَشفَعَ لهم بين يَدَي الله ها هو أبُوه مع أهل الأعرافِ ولم يَشفَع له محمدٌ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَرجُ مِن وَلَدِه أن يَشفَعَ له بين يدَي ربه؛ بل دَعَا ربّهُ مع أهل الأعرافِ؛ وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم، ثمّ أجابَ الله دُعاءَ أهل الأعراف وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    اللّهُمّ قد بَلّغتْ، اللّهُمّ فاشهَد .. فأمّا الذين آمَنوا مِنكم حين أذكّرُهُم بآياتِ ربّهم وأُبَيّنُها لهم فتَزيدُهم إيمانًا فتَلِينُ جُلودُهم ومِن ثمّ تَخشَعُ قلوبُهم فتَدمَعُ أعيُنهم مِمّا عرَفُوا مِن الحقّ، وأمّا العُميَان فوالله لو أنذَرتُه بجميع آيات الكتابِ وفَصّلتُها تَفصِيلًا فإنّه سوفَ يَنبُذُها جميعًا وراءَ ظَهرِه مَهمَا كانت واضِحَةً وبيّنَةً في البيان الحقّ، وسبَبُ فِتنَتِه أنّهُ يَعلمُ حَديثًا أو رِوَايةً مُخالفةً لهذه الآيات المُحكَماتِ ويُفَضِّلُ أن يَستَمسِكَ بذلك الحَدِيثِ المُخالِفِ ويقول: "إنّ القرآن لا يَعلمُ تأويلَه إلّا الله وكَفانا ما وَجَدنا عليه السَّلَفَ الصّالِح، فهل أنتَ أعلمُ يا ناصر محمد اليماني أَمْ هُم؟". ومِن ثمّ أرُدُّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجُّكَ بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يَزيغُ عمّا جاءَ فيهنّ إلّا مَن في قلبِه زَيغٌ عن الحقّ، فيَتّبع الفتنة المَوضوعَة مِن أحاديث ورواياتِ الفتنة التي تأتِي مُخالِفةً لآيات الكتابِ المُحكَماتِ وحَسبُه جهنّم ومَن اتّبَعَه وساءَت مَصِيرًا.

    ولكنّي أقسِمُ بالله لو الآية جاءَت مُطابِقةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به لأعجبَتُهُ واستَمسَك بها وصرَخَ بها كبُرهانٍ على الحَدِيث، ولكن إذا جاءَت مُخالِفةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به فعند ذلك تَسُوءُه ويقول: "لا يَعلمُ تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكَمَةٌ مِن آيات الكتابِ المُحكَماتِ مِن أُمّ الكتابِ وليسَت مِن المُتَشابِهات! تالله لا يَطَلِّعُ على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تَبيَّنَ له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلَها عَقلُه إلّا أنّ كثيرًا لا يُوقِنُ بآيات ربّه برغم وُضُوحِها الشّدِيدِ!

    ويا قوم يا أصحابَ اللّسَانِ العربيّ المُبِين إنّ القرآن عَربِيٌّ أرسَله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّنَ لكم ما تتّقون،
    وقال الله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم ۖ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم: 4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تَفهمُونَ مُحكَمَه؟ فهو ليس بأعجَمِيٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسانُ الَّذى يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَمِىٌّ وَهٰذا لِسانٌ عَرَبِىٌّ مُبينٌ ‎﴿١٠٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النحل].

    ولكنّكم جَعلتُمُوهُ أعجَمِيًّا فأعرَضتُم عنه وقلتُم على الله زُورًا وبُهتانًا أنّه لا يَعلمُ تأويل القرآن إلّا الله، ولم يَقُل الله ذلكَ؛ وافتَرَيتُم على الله الكَذِب وأنتُم تَعلَمون أنّه لم يَقُل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ واضِحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب؛ يَعلَمُهنّ ويَفهَمُهُنّ ويَعقِلُهنّ العالِم والجاهِل؛ كلُّ ذِي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وتلكَ أكثر آيات الكتاب بنِسبة تِسعِين في المائة وأُخرَى مُتَشابِهاتٌ وهُنّ قليلٌ؛ ليست إلّا تَقريبًا عشرة في المائة أو أقل مِن عشَرة في المائة فتِلكَ الآيات المُتشابهات لا يَعلمُ بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جَعلتُم القرآن كُلّه لا يَعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّكم لم يُحَاجّكم إلّا بالآيات المُحكَماتِ الوَاضِحاتِ البيّنات يَعلَمُهنّ ويَعقِلُهنّ كُلّ مَن تَدبّر ما جاء فيهنّ مِن ربّه، لا يَزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشَر الأنصار كونوا مِن المُوقِنِينَ ولا تكونوا مِن الذين هم بآياتِ ربّهم لا يُوقِنُون ثمّ لا يُوقِنون إلّا بعدَ أن يَقعَ القولُ عليهم وخُروج الدّابّة، وكذلك قال الله تعالى أنّكم لم تُكذّبوا بالذي يُحاجّكم بآيات ربّكم ولم تُصَدِّقُوا والسّبَب عَدَمُ اليقين بآيات الله التي أحاجُّكم بها في الكِتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقضى بَينَهُم بِحُكمِهِ ۚ وَهُوَ العَزيزُ العَليمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ المُبينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لا تُسمِعُ المَوتىٰ وَلا تُسمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوا مُدبِرينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَما أَنتَ بِهٰدِى العُمىِ عَن ضَلٰلَتِهِم ۖ إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِـٔايٰتِنا فَهُم مُسلِمونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم أَنَّ النّاسَ كانوا بِـٔايٰتِنا لا يوقِنونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    أخوكُم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي


    اقتباس المشاركة 90211 من موضوع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أن أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذكر

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=90197

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 05 - 1434 هـ
    13 - 03 - 2013 مـ
    05:25 صـباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أنّ أبوَي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار
    ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذّكر
    ..



    ومن ثم نقول بسم الله الرحمن الرحيم، يا معشر المسلمين، إنّما يبعث الله الإمام المهديّ حكماً بالحقّ بين المختلفين في الدّين ليوحِّد صفّهم من بعد تفرق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون
    ، وإنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا لله مثاني وفرادى ثم تتفكروا في بيانات ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم وما هي المرجعيّة التي يعتمد عليها ناصر محمد اليماني وأسّس عليها دعوته في غربلة السنّة النبويّة وغربلة التوراة وغربلة الإنجيل. فهل مرجعيّة ناصر محمد أحلامٌ يحاجِِج بها البشر وحسبه ذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد القسم بالله العظيم ويكتفي بذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد أوهامٌ من عند نفسه وحسبه ذلك؟ أم إنّ مرجعيّة ناصر محمد اليماني هي آياتُ الله المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب البيّنات حجّة الله على علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين، والتي من خلالها نستطيع أن نبيّن لكافة علماء الأمّة وعامة المسلمين أيّ الأحاديث النبويّة الحقّ وأيّها باطلٌ مفترًى ليس من عند الله ورسوله وبكل يسرٍ وسهولة؟

    وكما ضربنا لكم مثالاً في بيان الأمس فحطّمنا عقيدة الذين يعتقدون أنّ عبد الله بن عبد المطلب وزوجته آمنة بنت وهب في النّار، ومن ثم يأتون بأحاديثٍ مفترياتٍ على الله ورسوله ليثبتوا أنّ أبوي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النّار. ولسوف نقوم بتنزيل بياني الذي كتبته بالأمس للمرّة الثالثة لعلكم تتفكّرون ويتمّ اعتماد بيان نفي عذاب النار عن أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتضربوا بهذا البيان مثلاً للمسلمين عن كيفية كشف الأحاديث المكذوبة.

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=89373

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1434 هـ
    08 - 03 - 2013 مـ
    04:17 صـــباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    فانظروا إلى الطريقة الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة التي ليست من عند الله ولا رسوله
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم جميعاً وآلهم الطيبين وسلّموا تسليماً، أمّا بعد..

    ويا أحبّتي في الله لو تعلمون كم الأمر سهلٌ ويسيرٌ لكشف الأحاديث المدسوسة مثال هذين الحديثين عن النّبي كذباً وزوراً عليه، كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي. وفيه أيضاً عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى.

    فتعالوا لنقوم بعرض هذين الحديثين على محكم كتاب الله القرآن العظيم فإن وجدنا آياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين جاءت مخالفةً لهذين الحديثين فقد علمنا أنّهما حديثان مفتريان عن النّبي، وإلى التطبيق للتصديق:

    فما هي الخطوة الأولى التي يجب علينا البحث عنها في القرآن العظيم؟ وإليكم الخطوة الأولى، فأولاً يجب علينا البحث في القرآن هل سبق وبُعث رسلٌ إلى عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب وأمّتهم؟ وأنتم تعلمون أنهما أَبَوا محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم وأسلّمُ تسليماً. ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {يس ﴿1﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿3﴾ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿4﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّ‌حِيمِ ﴿5لِتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهذا يعني أنّ الله لم يبعث إليهم رسولاً لينذرهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئاً. والسؤال الذي يطرح نفسه فهل يا ترى مَنْ مات من هؤلاء الآباء قبل مَبْعَثِ محمدٍ رسول الله إليهم؛ فهل يا ترى سوف يعذّبهم الله فيدخلهم النّار برغم أنّه لم يبعث إليهم رسولاً؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً تبيّن للمسلمين العقيدة الباطلة، فظلمٌ وزورٌ كبيرٌ أن تعتقدوا أنّ والدَ محمدٍ رسول الله وأمَّه التي ولدته في النّار، بل تبيّن لكم أنّهما ليسا من المعذّبين. فاتقوا الله وأطيعوني واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجاً ممّا قضيت بينكم بحكم الله وتسلموا تسليماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    وما يلي ملاحظة إلى وسيم العابد ومن كان على شاكلته من الذين خضعت عقولهم لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد واطمأنت قلوبهم إلى سلطان علمه ولا يزالون متردِّدين في البيعة والتصديق خشية أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وأقول:


    ويا وسيم العابد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تعبد رضوان الله غايةً فأقول ولذلك خلقكم فاتّبعني أهدك صراطاً سوياً، ويا حبيبي في الله قال الله تعالى: {قُلْ مَن يَرْ‌زُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَمَن يُخْرِ‌جُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِ‌جُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَ‌فُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وها أنت يا وسيم العابد قد عَقِلْتَ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وعلمت علم اليقين أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ وأقيمت الحجّة عليك 100% لكون عقلك حكمَ بالحقّ بأنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني خاليةٌ من الشرك بالله 100%، إذاً فماذا تنتظر بعد أن وجدتَ الحقّ! أم تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني قد يغيّر شيئاً من أسس دعوته؟ إذاً فأقسم بربي لو انتظرتَ تريليون عاماً فتعمّرنا لما تغيَّرَ أساس هذه الدعوة شيئاً لدى الإمام ناصر محمد اليماني، فماذا تنتظر يا وسيم العابد ومن كان على شاكلته الذي أفتى أنّ عقله يخضع لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني ويؤمن بسلطان علمه؟ فلماذا لا تتّبع الحقّ وماذا بعد الحقّ إلا الضلال.

    وربّما يودّ وسيم العابد أن يقول: "يا ناصر محمد، فبرغم أنّ عقلي مطمئِنٌ لدعوتك يا ناصر محمد ومطمئِنٌ لسلطان علمك ولكنّي أخشى أن اتّبعك وأنت لست الإمام المهديّ المنتظَر الذي ينتظره البشر ليُخرج النّاس من الظلمات إلى النّور". ومن ثمّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني وأقول: ألم نأتِكم بالبيان الحقّ للقرآن بالقرآن من ذات القرآن من كلام الله ربّ العالمين؟ فإذاً فقد أقمتُ عليكم الحجّة بالحقّ بالبينات من ربّكم. وبالنسبة لفتواي بأنّني المهديّ المنتظَر فإذا لم أكن أنا هو فسوف يحاسبني الله وحدي فقط على ادّعاء شخصيّة المهديّ المنتظَر لو لم أكن هو، فإن كنت كاذباً فعليَّ كذبي، وأما أنتم فيحاسبكم الله على البيّنات من ربّكم ويعذب من أقيمت عليه الحجّة من آيات الله ولم يتّبع الداعية إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، فتدبروا الكتاب لتعلموا حجّة الله عليكم التي بسبب الإعراض عن حجّته يعذِّب المعرضين في النّار. وقال الله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ‌ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا ليت الله يؤتيكم حكمة مؤمن آل فرعون الذي وعظ قومه أن يصدِّقوا بنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ويتّبعوه بغض النظر هل هو نبيٌّ مرسلٌ من الله أم لا، فأهم شيءٍ أنّه جاء بالبينات من ربّهم التي قبلتها عقولُهم واستيقنتها أنفسُهم لكون تلك هي الحجّةُ عليهم من ربّهم لو كان من الصادقين، أمّا لو كان من الكاذبين وليس من الأنبياء فعليه كذبه ويحاسبه الله على ادّعاء النّبوة وحده، ولذلك قال مؤمن آل فرعون لفرعون وقومه وهو يعظهم، فقال:
    {أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28]، وكذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}..

    فكن من الشاكرين يا وسيم العابد، وكن عابداً لنعيم رضوان ربّك، واتخذ رضوان الله غايةً، واحمد ربّك أن جعل الله قدر وجودك في الأمّة التي يبعث فيها الإمام المهدي، وأرجو من الله أن لا يجعل بعث الإمام المهدي حسرةً عليك يا حبيبي في الله، وأشهد أنّك من أولي الألباب ولكنّ الشيطان لا يزال يقعد لك ليصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم ويقول لك أتتّبع ناصر محمد اليماني؟ فماذا لو لم يكن المهديّ المنتظَر! ومن ثم يخوّفك، فاستعذ بالله يا وسيم واعتصم بحبل الله القرآن العظيم ولا تتّبع ملّة قومٍ يعتقدون أنّ أبوي محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- في النّار، ولئن سألتهم لأجابوك وقالوا: "إنّما ذلك تصديقٌ لحديث محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- الذي أفتى عن أبويه عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب أنّهما في النّار ولم نُؤسِّس هذه العقيدة في شأن أبوي الرسول على باطلٍ بل بناءً على أحاديث حقٍّ عن النّبي ثابتةٍ في صحيح البخاري ومسلم". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: وحتى ولو كانت تخالف لفتوى الله في محكم القرآن العظيم! فأيّهما أصدق كتاب الله القرآن العظيم أم كتاب البخاري ومسلم؟ أفلا تعقلون؟

    فلكم أعجبني رجلٌ من أولي الألباب استنكر بعقله فتوى كثيرٍ من العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ونفى أن يكونا في النّار ولكن بغير علمٍ من محكم القرآن العظيم ولم يؤتِه الله علم الكتاب حتى يُقيم عليهم الحجّة بل كان يستنكر بعقله، ولكنّ الإمام المهديّ تجدونه يُخرسُ ألسِنةَ الممترين فيلجمهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيُهيمن عليهم بسلطان العلم، وما أرجوه من حبيبي في الله المنصف أو طارق البربري أو أيٍّ من أحبتي في الله أن يقوم أحدهم أو غيرهم بتنزيل هذا اليوتيوب لتنظروا فتوى العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله سلم، وبرهانُهم أحاديثٌ مفتراةٌ من عند غير الله ورسوله وهم لا يعلمون، فانظروا فتواهم وانظروا لردّ ذلك الرجل الذي استخدم عقله ويرفض الاتّباع الأعمى، ورجوت من الله أن يكون من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأشهد إنّه لمن أولي الألباب، فبلِّغوا ذلك الرجل الذي يحاجِج العلماء في هذا اليوتيوب ومن ثم قوموا بتنزيل ذلك اليوتيوب في نفس بياني هذا.


    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 178244 من موضوع { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..


    [ لمتابعة رابط المشـــاركة الأصلية للبيـــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1130

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 04 - 1431 هـ
    30 - 03 - 2010 مـ
    04:56 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا }
    صدق الله العظيم


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته. وسؤالكم الأول هو عن بيان قول الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ(51)قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(53)فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(54)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أيها السائل كن ذا لبٍّ وفكّر وتدبّر قول الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم، فذلك قول قومٍ لا يعلمون من بعثهم لأنّهم لا يعلمون أنّه يوجد لهم بعثٌ من بعد موتهم، وأولئك أقوامٌ ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى أقوامهم فأولئك الكافرون لم يعذبهم الله من بعد موتهم فهم كالنائمين لا يعلمون بشيء من لحظة موتهم فلم يعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً الكفار الذين ماتوا من قبل مبعث الرسل لا يعلمون بالبعث الذي وعد به الرحمن في محكم كُتبه ولا يعلمون بشيء ولذلك أخذتهم الدهشة الكُبرى في يوم البعث مَنْ بعثَهم من مرقدهم ولماذا بعثهم؟ فهم لا يحيطون بأيّ علم عن البعث والحساب. ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، ومن ثم أفتاهم الكفار الذي كذبوا برسل ربهم وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم؛ فذلك هو قول الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فأولئك هم الكفار الذين أفتوا أصحابهم من الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، بمعنى أنّهم لا يعلمون بوعد الرحمن أنّه يبعث عباده من بعد موتهم ولكنّ الذين حضروا بعث الرسل إلى أقوامهم وكذبوا برسل ربهم هم الذين نبّأوهم بالبعث، ولذلك أفتى الكفارُ السائلين وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم.

    والسائلون الكفار هم ذاتهم أصحاب الأعراف بين الجنة والنار فلا هم في الجنة ولا هم في النار. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فهؤلاء ليسوا من المصدقين وليسوا من المُكذبين لأنّهم ماتوا قبل مبعث الرسل، فانظر لقولهم إلى أصحاب النار:
    {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ}، ويقصدون بقولهم: يا أهل النار أهؤلاء -ويقصدون أصحاب الجنة- الذين أقسمتم لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثم جاءت الإجابة لدعوتهم لربهم، وقال لهم العظيم الرحيم: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؛ وذلك لأنّهم دعوا الله ربهم وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، ولذلك أجاب الله دعوتهم ، وقال: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم. فكيف يعذبهم الله ويخالف حكمه الحقّ في قوله الحقّ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]؟

    فإذاً الذين ماتوا من قبل بعث الرسل إلى قومهم قد أصبحت لهم الحجّة على ربّهم ولذلك لن يعذبهم. وقال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} صدق الله العظيم [النساء:165].

    فأولئك الذين ماتوا قبل أن يعلموا بحقيقة البعث فهم لا يعلمون مَنْ بعثهم لأنّهم لم يحدِّثهم أحد بذلك في حياتهم الدنيا، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس:52].

    ومن ردّ عليهم هم الكفار الذين يعلمون حقيقة ما حذرتهم رسل ربّهم من البعث، ولذلك قال الكفار الذين يعلمون من بعثهم قالوا لأصحابهم من الكفار الذين لا يعلمون بذلك:
    {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم [يس].
    وقال الله تعالى:
    {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    قال الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس]. فركّز على فتوى الربّ يقول:


    {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)}


    اقتباس المشاركة 166491 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=166486

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 01 - 1436 هـ
    20 - 11 - 2014 مـ
    05:14 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    إنّما برهان البيان الحقّ للقرآن هو من عند الرحمن، ذلكم هو بيان الإمام المهديّ للسائلين لعلّهم يتقون
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يجادلك بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب يفقههنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ كلّ ذو لسانٍ عربيٍ مبينٍ. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل أرسل الله إلى قوم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولاً من قبل محمد رسول الله ليعلّمهم الكتاب والحكمة؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس]. فركّز على فتوى الربّ يقول:
    {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم.

    وثمة سؤال آخر: فهل من مات من الكفار من قوم محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من قبل أن يبعث الله عبده ونبيّه محمداً رسول الله فهل أولئك في النار نظراً لأنّهم كانوا من الكفار يعبدون أصناماً فهم لها عاكفون؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وثمة سؤال ثالث: فهل لهم الحجّة لو يعذبهم الله وهو لم يبعث إليهم رسولاً يعلمهم الكتاب ويبيّن لهم آياته؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّه لو يعذّب الله الذين لم يبعث إليهم رسولاً فإنّ لهم حجّة على ربِّهم، وحتماً سوف يقولون:
    {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص:47]. فمن ثمّ نخرج بنتيجةٍ شافيةٍ بناء على هذه الآيات القطعيّة فنعلم علم اليقين أنّ الله لن يعذب الكفار الذين ماتوا من أقوام الرسل من قبل أن يبعث الله إليهم رسلَ ربّهم.

    وثمة سؤال آخر: فأين موقعهم بادئ الأمر فهل يدخلهم النار أم يدخلهم الجنة؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّ موقعهم بادئ الأمر يوقفهم الله على سور الأعراف بين الجنة والنار لكونهم ليسوا من أصحاب النار من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فكذبوهم وكفروا بآيات ربهم، وكذلك هم ليسوا من أصحاب الجنة من الذين صدّقوا برسل ربّهم وآمنوا بآيات ربّهم واتقوا وأصلحوا وعملوا عملاً صالحاً. وبما أنّ الكفار الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل فأصبحوا لا هم من أصحاب النار ولا هم من أصحاب الجنة ولذلك أبقاهم الله بين الجنة والنار.

    ويا قرة عين إمامك، ليس تفسير القرآن العظيم كما تفسره أنت بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل ومن عند نفسك! ويا حبيبي في الله، فانظر إلى بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن فتجدني لا أفسِّر القرآن من عند نفسي بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فلا أخلط الآيات ولا أغيّر مواضعها المقصودة في نفس الله من كلامه؛ بل نأتيكم بالبيان للقرآن من القرآن فنفصّل القرآن بالقرآن كون تفصيله أنزل فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود].

    بمعنى أنّ الله أنزل إلينا الكتاب مجملاً وأنزل التفصيل فيه، وإنّما الإمام المهديّ يأتيكم بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بالحكم آيات التفصيل من محكم التنزيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ويا حبيبي في الله، إنّ الفرق بين بيان الإمام المهديّ وبيان المفسرين هو كالفرق بين الظلمات والنور وكالفرق بين الحقّ والباطل، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً هو تفسيرهم لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].

    فتعال لننظر بين تفاسير المفسرين لهذه الآية في بني إسرائيل كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    القول في تأويل قوله: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، ولو أنا فرضنا على هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك، المحتكمين إلى الطاغوت، أن يقتلوا أنفسهم وأمرناهم بذلك = أو أن يخرجوا من ديارهم مهاجرين منها إلى دار أخرى سواها (1) =" ما فعلوه "، يقول: ما قتلوا أنفسهم بأيديهم، ولا هاجروا من ديارهم فيخرجوا عنها إلى الله ورسوله، طاعة لله ولرسوله =" إلا قليل منهم ".
    * * *
    وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    *ذكر من قال ذلك:
    9918 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، يهود يعني = أو كلمة تشبهها = والعربَ، (2) كما أمر أصحاب موسى عليه السلام.
    9919 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم "، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، لم يفعلوا إلا قليل منهم.
    9920 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم "، افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم، فقتلنا أنفسنا! فقال ثابت: والله لو كُتب علينا أن اقتلوا أنفسكم، لقتلنا أنفسنا! أنـزل الله في هذا: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا .
    9921 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نـزلت: " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ"، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ من أمتي لَرِجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرَّواسي.
    انتهى الاقتباس
    ــــــــــــــــــــ
    انتهى التفسير بالباطل


    فمن ثمّ تعال لبيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحقّ للقرآن بالقرآن كون في هذه الآيات آياتٌ متشابهاتٌ ومنها قول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} فظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّه يقصد لو يأمرهم أن يقتل المرء نفسه! ويا سبحان الله فكيف يأمرهم أن يقتل المرء نفسه وهو محرّمٌ عليهم قتل أنفسهم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وإنّما يقصد لو أمرهم بالخروج من ديارهم بالقتال في سبيل الله ليقتلوا بعضهم بعضاً؛ ويقصد قتال المعتدين على حدود الله من اليهود من الذين يقتلون فريقاً من الضعفاء فينهبون أموالهم ويخرجونهم من ديارهم أسارى ليطلقوهم بفديةٍ وهو محرّمٌ عليهم إخراجهم من ديارهم وأسرهم ونهب أموالهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن لو أمرهم الله بالخروج من ديارهم للقتال في سبيل الله لقتال بعضهم بعضاً لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لما استجاب لدعوة القتال في سبيل الله منهم إلا قليلٌ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].

    وكما أفتيناكم من قبل أنّما يقصد قتال بعضهم بعضاً وليس أن يقتل المرء نفسه، وتجدون البيان الحقّ في محكم القرآن في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ووقعوا في كلمة التشابه وهو قول الله تعالى
    { أَنفُسَكُمْ }، وإنّما يقصد بعضكم بعضاً. ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)} صدق الله العظيم [الحجرات].

    وعلماء الأمّة عن بكرة أبيهم وكذلك كافة عامة المسلمين يعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي لا يلمز بعضكم بعضاً ولا ينابز بعضكم بعضاً بالألقاب. فتجدون أنّ المتشابه له بيانٌ من محكم القرآن فتجدون أنه يقصد بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم [النور].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم. أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [النور:27-28].

    وإنّما ذكّرناكم بهذه الآيات كي نستنبط البيان الحقّ لكلمة
    { أَنفُسَكُمْ } أنّه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد أن يقتل المرء نفسه وأنّ ذلك خيرٌ له عند بارئه كما زعم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ بل فانظروا كيف أتوا بروايةٍ باطلةٍ مفتراةٍ ليجعلوها بياناً لآياتٍ في القرآن كما نسخنا لكم تفسيرهم من قبل في هذا البيان، وتبيّن لكم أنّها حقاً رواياتٌ مفترياتٌ مخالفةٌ لكلام الله تماماً لكونه لا يقصد أن يقتل المرء نفسه؛ بل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله كما فصّلنا البيان الحقّ للسائلين تفصيلاً.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    أخوكم وحبيبكم وإمامكم وقائدكم الذليل عليكم العزيز على من عاداكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 166940 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 6 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=166931

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 02 - 1436 هـ
    23 - 11 - 2014 مـ
    11:54 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من إقامةِ الحجَّةِ وسلطانِ العلمِ المحكمِ لنفي عقيدةِ العذابِ على مَنْ لم يبعث اللهُ إليهم رسولاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري المكرم والمحترم (قول الحق)، فنحن ننطق بالحقِّ من محكمِ كتاب الله القرآن العظيم والحقُّ أحقُّ أن يتّبع، وتعال لننظر إلى ناموسِ العذاب في محكم الكتاب في الحُكم على من سوف يُعذِّبهم الله، فمِن ثُمّ نجدُ في مُحكم الكتاب أنَّ حُكم العذاب هو فقط على المُعرضين عن ذِكر ربِّهم المُنزل إليهم على لسان رسُله، فمن أعرض عن هدى الله واتِّباع آياته فهنا قد أعرض عن هدى ربِّه فيكون من المعذَّبين تصديقاً لناموس العذاب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)} صدق الله العظيم [طه].

    فانظر لناموس العذاب في الكتاب أنَّه فقط على مَنْ أعرض عن هدى ربِّه وكذَّب بآياته المُنزَّلة على رسله في قول الله تعالى:
    {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)} صدق الله العظيم.

    وبما أنَّ العذاب فقط على المكذِّبين برُسُلِه وكتبِه، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما أنَّ كفارَ قريشٍ لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].

    ونكرر ونقول: وبما أنَّ كفار قريش لَيعلمون أنَّ الله لم يبعث إليهم رسولاً، ولذلك فلو يعذّبهم الله فبماذا سوف يحاجّوا ربَّهم؟ وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} صدق الله العظيم [طه:134].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، فهذه آياتٌ محكماتٌ بيناتٌ من آياتِ أمِّ الكتاب يفقهُهنَّ كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ.

    وما دمتَ مُصِرّاً على أنَّ الله يعذب أمةً لم يبعث إليهم رسولاً ولا وجود لكتابٍ بين أيديهم أُرسِل إلى الأمّة التي من قبلهم، وبسبب انعدام الحجّة عليهم بعدم وجود الرسول وعدم وجود الكتاب،
    فدلّنا على الحجّة القائمة عليهم حتى يعذبهم الله! وبما أنّك حبيبي في الله مصرٌ على عذابِ قومٍ لا وجود للحجّة بين أيديهم كونك قد حكمت على أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنار برغم أنَّ اللهَ توفّاهم من قبل بعث رسول ربّهم إليهم، وعليه فنرجو منك يا قرة عين إمامك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •